(قوله عن عروة) هو ابن الجعد أو ابن أبي الجعد وقد تقدم بيان الصواب من ذلك في ذكر الخيل من كتاب الجهاد (قوله أعطاه دينارا يشتري له به شاة) في رواية أبي لبيد عند أحمد وغيره عن عروة ابن أبي الجعد قال عرض للنبي صلى الله عليه وسلم جلب فأعطاني دينارا فقال أي عروة ائت الجلب فاشتر لنا شاة قال فأتيت الجلب فساومت صاحبه فاشتريت منه شاتين بدينار (قوله فباع إحداهما بدينار) أي وبقي معه دينار وفي رواية أبي لبيد فلقيني رجل فساومني فبعته شاة بدينار وجئت بالدينار والشاة (قوله فدعا له بالبركة في بيعه) في رواية أبي لبيد عن عروة فقال اللهم بارك له في صفقة يمينه وفيه انه أمضى له ذلك وارتضاه واستدل به على جواز بيع الفضولي وتوقف الشافعي فيه فتارة قال لا يصح لان هذا الحديث غير ثابت وهذه رواية المزني عنه وتارة قال إن صح الحديث قلت به وهذه رواية البويطي وقد أجاب من لم يأخذ بها بأنها واقعة عين فيحتمل أن يكون عروة كان وكيلا في البيع والشراء معا وهذا بحث قوي يقف به الاستدلال بهذا الحديث على جواز تصرف الفضولي والله أعلم وأما قوله الخطابي والبيهقي وغيرهما انه غير متصل لان الحي لم يسم أحد منهم فهو على طريقة بعض أهل الحديث يسمون ما في اسناده مبهم مرسلا أو منقطعا والتحقيق إذا وقع التصريح بالسماع انه متصل في اسناده مبهم إذ لا فرق فيهما يتعلق بالاتصال والانقطاع بين رواية المجهول والمعروف فالمبهم نظير المجهول في ذلك ومع ذلك فلا يقال في اسناد صرح كل من فيه بالسماع من شيخه انه منقطع وان كانوا أو بعضهم غير معروف (قوله وكان لو اشترى التراب لربح فيه) في رواية أبي لبيد المذكورة قال فلقد رأيتني أقف بكناسة الكوفة فأربح أربعين ألفا قبل أن أصل إلى أهلي قال وكان يشتري الجواري ويبيع (قوله قال سفيان) هو ابن عيينة وهو موصول بالاسناد المذكور (قوله كان الحسن بن عمارة) هو الكوفي أحد الفقهاء المتفق على ضعف حديثهم وكان قاضي بغداد في زمن المنصور ثاني خلفاء بني العباس ومات في خلافته سنة ثلاث أو أربع وخمسين ومائة وقال ابن المبارك جرحه عندي شعبة وسفيان كلاهما وقال ابن حبان كان يدلس عن الثقات ما سمعه من الضعفاء عنهم فالتصقت به تلك الموضوعات (قلت) وما له في البخاري الا هذا الموضع (قوله جاءنا بهذا الحديث عنه) أي عن شبيب بن غرقدة (قوله قال) أي الحسن (سمعه شبيب من عروة فأتيته) القائل سفيان والضمير لشبيب وأراد البخاري بذلك بيان ضعف رواية الحسن بن عمارة وأن شبيبا لم يسمع الخبر من عروة وانما سمعه من الحي ولم يسمعه عن عروة فالحديث بهذا ضعيف للجهل بحالهم لكن وجد له متابع عند أحمد وأبي داود والترمذي وابن ماجة من طريق سعيد بن زيد عن الزبير بن الخريت عن أبي لبيد قال حدثني عروة البارقي فذكر الحديث بمعناه وقد قدمت ما في روايته من الفائدة وله شاهد من حديث حكيم بن حزام وقد أخرجه ابن ماجة عن أبي بكر بن أبي شيبة عن سفيان عن شبيب عن عروة ولم يذكر بينهما أحدا ورواية علي بن عبد الله وهو ابن المديني شيخ البخاري فيه تدل على أنه وقعت في هذه الرواية تسوية وقد وافق عليا على ادخال الواسطة بين شبيب وعروة أحمد والحميدي في مسنديهما وكذا مسدد عند أبي داود وابن أبي عمر والعباس بن الوليد عند الإسماعيلي وهذا هو المعتمد (قوله قال سفيان يشتري له شاة كأنها أضحية) وهو موصول أيضا ولم أر في شئ من طرقه أنه أراد أضحية وحديث الخيل تقدم الكلام عليه في الجهاد مستوفي وزعم ابن القطان أن
(٤٦٥)