وقد أجاب العلماء عن ذلك بأجوبة * أحدها أن المراد بقوله رد الله علي روحي ان رد روحه كانت سابقة عقب دفنه لا أنها تعاد ثم تنزع ثم تعاد * الثاني سلمنا لكن ليس هو نزع موت بل لا مشقة فيه * الثالث أن المراد بالروح الملك الموكل بذلك * الرابع المراد بالروح النطق فتجوز فيه من جهة خطابنا بما نفهمه * الخامس انه يستغرق في أمور الملا الاعلى فإذا سلم عليه رجع إليه فهمه ليجيب من سلم عليه وقد استشكل ذلك من جهة أخر وهو أنه يستلزم استغراق الزمن كله في ذلك لاتصال الصلاة والسلام عليه في أقطار الأرض ممن لا يحصي كثرة وأجيب بأن أمور الآخرة لا تدرك بالعقل وأحوال البرزخ أشبه بأحوال الآخرة والله أعلم (قوله سبط الشعر) تقدم ما فيه (قوله يهادي) أي يمشي متمايلا بينهما (قوله ينطف) بكسر الطاء المهملة اي يقطر ومنه النطفة كذا قال الداودي وقال غيره النطفة الماء الصافي وقوله أو يهراق وهو شك من الراوي (قوله أعور عينه اليمنى) كذا هو بالإضافة وعينه بالجر للأكثر وهو من إضافة الموصوف إلى صفته وهو جائز عند الكوفيين وتقديره عند البصريين عين صفحة وجهه اليمني ورواه الأصيلي عينه بالرفع كأنه وقف على وصفه انه أعور وابتدأ الخبر عن صفة عينه فقال عينه كأنها كذا وأبرز الضمير وفيه نظر لأنه يصير كأنه قال عينه كأن عينه ويحتمل أن يكون رفع على البدل من الضمير في أعور الراجع على الموصوف وهو بدل بعض من كل وقال السهيلي لا يجوز أن يرتفع بالصفة كما ترفع الصفة المشبهة باسم الفاعل لان أعور لا يكون نعتا الا لمذكر ويجوز أن تكون عينه مرتفعة بالابتداء وما بعدها الخبر وقوله كأن عنبة طافية بالنصب على اسم كأن والخبر مقدر محذوف تقديره كأن في وجهه وشاهده قول الشاعر * ان محلا وان مرتحلا * أي أن لنا محلا وأن لنا مرتحلا قوله كأن عنبة طافية كذا للكشميهني ولغيره كان عينه عنبة طافية وقد تقدم ضبطه قبل (قوله وأقرب الناس به شبها ابن قطن قال الزهري) أي بالاسناد المذكور (رجل) أي ابن قطن (من خزاعة هلك في الجاهلية) (قلت) اسمه عبد العزى بن قطن بن عمرو بن جندب بن سعيد بن عائد بن مالك بن المصطلق وأمه هالة بنت خويلد أفاده الدمياطي قال وقال ذلك أيضا عن أكتم بن أبي الجون وانه قال يا رسول الله هل يضرني شبهه قال لا أنت مسلم وهو كافر حكاه عن ابن سعد والمعروف في الذي شبه به صلى الله عليه وسلم أكتم بن عمرو بن لحي جد خزاعة لا الدجال كذلك أخرجه أحمد وغيره وفيه دلالة على أن قوله صلى الله عليه وسلم ان الدجال لا يدخل المدينة ولا مكة أي في زمن خروجه ولم يرد بذلك نفي دخوله في الزمن الماضي والله أعلم * الحديث الخامس حديث أبي هريرة في ذكر عيسى بن مريم أورده من ثلاثة طرق طريقين موصولين وطريقة معلقة (قوله أنا أولى الناس بابن مريم) في رواية عبد الرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة بعيسى بن مريم في الدنيا والآخرة أي أخص الناس به وأقربهم إليه لأنه بشر بأنه يأتي من بعده قال الكرماني التوفيق بين هذا الحديث وبين قوله تعالى ان أولى الناس بإبراهيم الذين اتبعوه وهذا النبي أن الحديث وارد في كونه صلى الله عليه وسلم متبوعا والآية واردة في كونه تابعا كذا قال ومساق الحديث كمساق الآية فلا دليل على هذه التفرقة والحق أنه لا منافاة ليحتاج إلى الجمع فكما أنه أولى الناس بإبراهيم كذلك هو أولى الناس بعيسى ذاك من جهة قوة الاقتداء به وهذا من جهة قوة قرب العهد به (قوله والأنبياء أولاد علات) في
(٣٥٣)