فهي عقدة) هو قول أبي عبيدة قال في قوله تعالى واحلل عقدة من لساني العقدة في اللسان ما لم ينطق بحرف أو كانت فيه مسكة من تمتمة أو فأفأة وروى الطبري من طريق السدي قال لما تحرك موسى أخذته آسية امرأة فرعون ترقصه ثم ناولته لفرعون فاخذ موسى بلحيته فنتفها فاستدعى فرعون الذباحين فقالت آسية انه صبي لا يعقل فوضعت له جمرا وياقوتا وقالت إن أخذ الياقوت فاذبحه وان اخذ الجمرة فاعرف انه لا يعقل فجاء جبريل فطرح في يده جمرة فطرحها في فيه فاحترق لسانه فصارت في لسانه عقدة من يومئذ ومن طريق مجاهد وسعيد بن جبير نحو ذلك والتمتمة هي التردد في النطق بالمثناة الفوقانية والفأفأة بالهمزة التردد في النطق بالفاء (قوله أزرى ظهري) قال أبو عبيدة في قوله تعالى اشدد به ازري أي ظهري ويقال قد أزرني أي كان لي ظهرا ومعينا وأورد الطبري باسناد لين عن ابن عباس في قوله اشدد به ازري قال ظهري (قوله فيسحتكم فيهلككم) وصله الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس وهو قول أبى عبيدة قال وتقول سحته وأسحته بمعنى قال الطبري سحت أكثر من أسحت وروى من طريق قتادة في قوله فيسحتكم أي يستأصلكم والخطاب للسحرة ويقال ان اسم رؤسائهم غادون وساتور وخطخط والمصفا (قوله المثلى تأنيث الأمثل يقول بدينكم يقال خذ المثلى خذ الأمثل) قال أبو عبيدة في قوله بطريقتكم أي بسنتكم ودينكم وما أنتم عليه والمثلى تأنيث الأمثل تقول خذ المثلى منهما للأنثيين وخذ الأمثل منهما إذا كان ذكرا والمراد بالمثلى الفضلي (قوله ثم ائتوا صفا يقال هل أتيت الصف اليوم يعني المصلي الذي يصلي فيه) قال أبو عبيدة في قوله ثم ائتوا صفا أي صفوفا وله معنى آخر من قولهم هل أتيت الصف اليوم أي المصلي الذي يصلي فيه (قوله فأوجس أضمر خوفا فذهبت الواو من خيفة لكسرة الخاء) قال أبو عبيدة في قوله تعالى فأوجس منهم خيفة أي فاضمر منهم خيفة اي خوفا فذهبت الواو فصارت ياء من أجل كسرة الخاء قال الكرماني مثل هذا الكلام لا يليق بجلالة هذا الكتاب أن يذكر فيه انتهى وكأنه رأى فيه ما يخالف اصطلاح المتأخرين من أهل علم التصريف فقال ذلك حيث قالوا في مثل هذا أصل خيفة خوفة فقلبت الواو ياء لسكونها بعد كسرة وما عرف أنه كلام أحد الرؤس العلماء باللسان العربي وهو أبو عبيدة معمر بن المثنى البصري (قوله في جذوع النخل على جذوع) هو قول أبي عبيدة واستشهد بقول الشاعر * هم صلبوا العبدي في جذع نخلة * وقال انما جاء على موضع في إشارة لبيان شدة التمكن في الظرفية (قوله خطبك بالك) قال أبو عبيدة في قوله قال فما خطبك أي ما بالك وشأنك قال الشاعر * يا عجبا ما خطبه وخطبي * وروى الطبري من طريق السدي في قول الله قال فما خطبك قال مالك يا سامري واسم السامري المذكور يأتي (قوله مساس مصدر ماسه مساسا) قال الفراء قوله لا مساس اي لا أمس ولا أمس والمراد أن موسى أمرهم أن لا يؤاكلوه ولا يخالطوه وقرئ لا مساس بفتح الميم وهي لغة فاشية واسم السامري موسى بن طفر وكان من قوم يعبدون البقر وقال أبو عبيدة في قوله تعالى لا مساس إذا كسرت الميم جاز النصب والرفع والجر بالتنوين وجاءت هنا منفية ففتحت بغير تنوين قال النابغة فأصبح من ذاك كالسامري إذ قال موسى له لا مساسا قال والمماسة والمخالطة واحد قال ومنهم من جعلها اسما فكسر آخرها بغير تنوين قال الشاعر
(٣٠٤)