والغاصب وقبول صلة الملك الظالم وقبول هدية المشرك وإجابة الدعاء باخلاص النية وكفاية الرب لمن أخلص في الدعاء بعمله الصالح وسيأتي نظيره في قصة أصحاب الغار وفيه ابتلاء الصالحين لرفع درجاتهم ويقال ان الله كشف لإبراهيم حتى رأى حال الملك مع سارة معاينة وانه لم يصل منها إلى شئ ذكر ذلك في التيجان ولفظه فامر بادخال إبراهيم وسارة عليه ثم نحى إبراهيم إلى خارج القصر وقام إلى سارة فجعل الله القصر لإبراهيم كالقارورة الصافية فصار يراهما ويسمع كلامهما وفيه ان من نابه أمر مهم من الكرب ينبغي له ان يفزع إلى الصلاة وفيه ان الوضوء كان مشروعا للأمم قبلنا وليس مختصا بهذه الأمة ولا بالأنبياء لثبوت ذلك عن سارة والجمهور على انها ليست بنبية * الحديث التاسع (قوله حدثنا عبيد الله بن موسى أو ابن سلام عنه) كأن البخاري شك في سماعه له من عبيد الله بن موسى وهو من أكبر مشايخه وتحقق انه سمعه من محمد بن سلام عنه فأورده هكذا وقد وقع له نظير هذا في أماكن عديدة (قوله عن عبد الحميد بن جبير) هو ابن شيبة ابن عثمان الحجبي والاسناد كله حجازيون من ابن جريج فصاعدا وفي رواية الإسماعيلي من طريق يحيى القطان وأبي عاصم عن ابن جريج أخبرني عبد الحميد (قوله أم شريك) في رواية أبي عاصم إحدى نساء بني عامر بن لؤي ولفظ المتن انها استأمرت النبي صلى الله عليه وسلم في قتل الوزغات فأمر بقتلهن ولم يذكر الزيادة والوزغات بالفتح جمع وزغة وهي بالفتح أيضا وذكر بعض الحكماء ان الوزغ اصم وانه لا يدخل في مكان فيه زعفران وانه يلقح بفيه وانه يبيض ويقال لكبارها سام أبرص وهو بتشديد الميم * الحديث العاشر حديث ابن مسعود لما نزل الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم * الحديث مضى شرحه في كتاب الايمان قال الإسماعيلي كذا أورد هذا الحديث في ترجمة إبراهيم ولا أعلم فيه شيئا من قصة إبراهيم كذا قال وخفي عليه انه حكاية عن قول إبراهيم عليه السلام لأنه سبحانه لما فرغ من حكاية قول إبراهيم في الكوكب والقمر والشمس ذكر محاجة قومه له ثم حكى أنه قال لهم وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم يا لله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن فهذا كله عن إبراهيم وقوله إن كنتم تعلمون خطاب لقومه ثم قال الذين آمنوا إلى آخره يعني ان الذين هم أحق بالأمن هم الذين آمنوا وقال بعد ذلك وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه فظهر تعلق ذلك بترجمة إبراهيم وروى الحاكم في المستدرك من حديث علي رضي الله عنه انه قرأ هذه الآية الذين آمنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم قال نزلت هذه الآية في إبراهيم وأصحابه واقتصر الكرماني على قوله مناسبة هذا الحديث لقصة إبراهيم اتصال هذه الآية بقوله وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه * الحديث الحادي عشر حديث أبي هريرة في الشفاعة ذكر طرفا منه والغرض منه قول أهل الموقف لإبراهيم أنت نبي الله وخليله من الأرض ووقع عند إسحاق بن راهويه ومن طريقه الحاكم في المستدرك من وجه آخر عن أبي زرعة عن أبي هريرة في هذا الحديث فيقولون يا إبراهيم أنت خليل الرحمن قد سمع بخلتك أهل السماوات والأرض وقد تقدم القول في معنى الخلة ويأتي شرح حديث الشفاعة في الرقاق (قوله أمر بقتل الوزغ وقال كان ينفخ على إبراهيم عليه السلام) ووقع في حديث عائشة عند ابن ماجة وأحمد ان إبراهيم لما ألقى في النار لم يكن في الأرض دابة الا أطفأت عنه الا الوزغ فإنها كانت تنفخ عليه فامر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلها (قوله تابعه أنس عن النبي صلى
(٢٨١)