وعنده ما يغنيه فإنما يستكثر من النار " وقال النفيلي في موضع آخر: " من جمر جهنم " فقالوا: يا رسول الله، وما يغنيه؟ وقال النفيلي في موضع آخر: وما الغنى الذي لا تنبغي معه المسألة؟ قال: " قدر ما يغديه ويعشيه " وقال النفيلي في موضع آخر: " أن يكون له شبع يوم وليلة، أو ليلة ويوم " وكان حدثنا به مختصرا على هذه الألفاظ التي ذكرت.
1630 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، ثنا عبد الله - يعنى ابن عمر بن غانم - عن عبد الرحمان بن زياد، أنه سمع زياد بن نعيم الحضرمي، أنه سمع زياد بن الحارث الصدائي قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعته، فذكر حديثا طويلا قال: فأتاه رجل فقال: أعطني من الصدقة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله تعالى لم يرض بحكم نبي ولا غيره في الصدقات حتى حكم فيها هو فجزأها ثمانية أجزاء، فإن كنت من تلك الأجزاء أعطيتك حقك ".
1631 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة وزهير بن حرب، قالا: ثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان والاكلة والأكلتان، ولكن المسكين الذي لا يسأل الناس شيئا ولا يفطنون به فيعطونه ".
1632 - حدثنا مسدد وعبيد الله بن عمر وأبو كامل، المعنى، قالوا: ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا معمر، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثله، قال: " ولكن المسكين المتعفف " زاد مسدد في حديثه " ليس له ما يستغنى به الذي لا يسأل ولا يعلم بحاجته فيتصدق عليه فذاك المحروم " ولم يذكر مسدد " المتعفف الذي لا يسأل " قال أبو داود: روى هذا محمد بن ثور و عبد الرزاق عن معمر، وجعلا المحروم من كلام الزهري، وهو أصح.
1633 - حدثنا مسدد، ثنا عيسى بن يونس، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار، قال: أخبرني رجلان أنهما أتيا النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع وهو يقسم الصدقة، فسألاه منها، فرفع فينا البصر وخفضه، فرآنا جلدين، فقال: " إن شئتما أعطيتكما ولاحظ فيها لغني ولا لقوي مكتسب ".