جيش أو خرص تمر أو حكومة كورة أو قضاء بين قوم أو غير ذلك من المناصب والمشاغل كان له الحظ الوافر في مجتمع المسلمين يتبرك به المسلمون ويعدون صحبته دليل قدسه وبرهان عصمته وإن زنى وإن سرق بل وإن فعل ما فعل (1).
فوقتئذ اتخذ الذين أشرب قلوبهم حب الدنيا والرئاسة صحبة النبي الأقدس (صلى الله عليه وآله) وسيلة لاستخدام العامة والتمويه على الجهال، فجر كل النار إلى قرصه، وانتحل الصحبة، بل ادعى المناصب والأعمال العظام في حياة الرسول (صلى الله عليه وآله) فمن كان صحبه (صلى الله عليه وآله) سنة أو شهرا أو رآه مرة أو سمع منه حديثا واحدا حاز وتملك رتبة الصحابة وجلس على أريكة المجد والقداسة.
ومن هذه المناصب العظيمة والمشاغل الهامة الكتابة له (صلى الله عليه وآله) فمن كان كتب له (صلى الله عليه وآله) كتابا واحدا أو اثنين عد نفسه من الكتاب، بل من كتاب الوحي، بل من الملازمين للكتابة بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) لا عمل له غير ذلك (2).
قال في التراتيب: ذكرهم الحافظ ابن عساكر في تأريخ دمشق فأوصلهم إلى