لذلك يرجون من الملك الجوائز ويؤملون منه العطايا فهل ترى من عاقل على ظهر الأرض لا يقطع بحماقة أولئك القوم أو بمراغمتهم للملك وكلا الأمرين ضلال ووبال ولا حول ولا قوة إلا بالله.
والحاصل أن كثيرا من الأمة قد اتخذوا معاوية حبيبا مودودا كما اتخذت بنو إسرائيل عجلا معبودا كتب عليه إنه من تولاه فإنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير وسينكشف لهم الغطا ويتبين الصواب من الخطأ وستغشاهم الندامة إذا حشروا معه يوم القيامة فإن المرء يحشر مع من أحب وكفى بالمسلم خسارة أن يأتي ربه في زمرة إمامها معاوية الباغي ووزيرها عمرو الطاغي وينفصل عن عصابة قائدها محمد المصطفى ووزيرها علي المرتضى مثل الفريقين كالأعمى والأصم والسميع والبصير هل يستويان مثلا أفلا تذكرون.
(تذييل) وقفت قريبا على كتاب لأحد فضلاء العصر أسبغ الله عليه فضله في فضائل الصحابة رضوان الله عليهم وقد ذكر فيه جملة صالحة مما ورد في فضلهم من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية إلا أنه عمم من ذلك ما كان خاصا وأطلق من ذلك ما كان مقيدا تبعا لبعض من تقدمه من العلماء وتقليدا محضا لهم حتى أنه أثبت لمعاوية وعمرو وأمثالهم بذلك التعميم والإطلاق طرفا من الفضائل التي لا تدل تلك الآيات والأحاديث على شئ منها واعتذر عن بعض بوائقهم وفضائعهم بما اعتذر به عنها من قلدهم من دعوى الاجتهاد لهم وإثبات الثواب على ما ارتكبوه من الكبائر والقبائح ولم يعط الأدلة حقها من التخصيص والتقييد هيبة من الإقدام على مخالفة من قلدهم وتلك قضية إنما يؤيدها الوهم ويهدمها البرهان إذ من البديهي أن إقدامنا على