فأجازهم (1).
واتضح مما مر ما في كلام دحلان في سرد حرب تبوك: " والمسلمون مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كثير لا يجمعهم كتاب حافظ " يريد بذلك الديوان.
كما أنه (صلى الله عليه وآله) أسس غاية المطاف دواوين كثيرة منظمة في غاية البساطة والسذاجة ويتضح ذلك عند التحقيق عن حال الكتاب وعن أنه ماذا كان يكتب.
ولم تكن - عندما كان بمكة - حاجة إلا إلى كتابة الوحي وضبطه، فعين له كاتبا، وقد أنزل الله تعالى بمكة كثيرا من القرآن وكتبه كتاب الوحي (2) وضبطوه كما سيأتي. نعم قد احتيج إلى كتابة بعض الرسائل وهو بمكة ولكن لا يعبأ به حتى يحتاج إلى ديوان خاص وكاتب معين فهذا هو ديوان كتابة الوحي بمكة، واتصل ذلك إلى كتابة ما نزل بالمدينة، وسمي كتاب الديوان: كتاب الوحي.
ولما هاجر رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة واتسع نطاق الإسلام وكثر المسلمون مست الحاجة إلى تأسيس ديوان الإنشاء قال القلقشندي باب 4 في التعريف بحقيقة ديوان الانشاء وأصل وضعه في الإسلام بعد أن بين أن الديوان اسم الموضع الذي يجلس فيه الكتاب...: " اعلم أن هذا الديوان أول ديوان وضع في الإسلام (3) وذلك أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كان يكاتب أمراءه وأصحاب سراياه من الصحابة ويكاتبونه، وكتب إلى من قرب من ملوك الأرض يدعوهم إلى الإسلام وبعث إليهم رسله بكتبه، وكتب لعمرو بن حزم عهدا حين وجهه إلى اليمن وكتب لتميم الداري وإخوته بأقطاع الشام، وكتب كتاب القضية بعقد الهدنة بينه وبين قريش عام الحديبية.