أحمد بن محمد بن عيسى جميعا، عن ابن أبي نصر قال: قرأت في كتاب أبي الحسن الرضا إلى أبي جعفر عليهما السلام: يا أبا جعفر بلغني أن الموالي إذا ركبت أخرجوك من الباب الصغير فإنما ذلك من بخل منهم لئلا ينال منك أحد خيرا، وأسألك بحقي عليك لا يكن مدخلك ومخرجك إلا من الباب الكبير.
فإذا ركبت فليكن معك ذهب وفضة، ثم لا يسألك أحد شيئا إلا أعطيته، ومن سالك من عمومتك أن تبره فلا تعطه أقل من خمسين دينارا والكثير إليك، ومن سالك من عماتك فلا تعطها أقل من خمسة وعشرين دينارا، والكثير إليك، إني إنما أريد بذلك أن يرفعك الله، فانفق ولا تخش من ذي العرش إقتارا. (1) 7 - عنه عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: دخل عليه مولى له فقال له، هل أنفقت اليوم شيئا؟ قال: لا والله فقال أبو الحسن عليه السلام: فمن أين يخلف الله علينا، أنفق ولو درهما واحدا. (2) 8 - عنه عن محمد بن يحيى، عن محمد بن صندل، عن ياسر، عن اليسع بن حمزة قال كنت في مجلس أبي الحسن الرضا عليه السلام أحدثه، وقد اجتمع إليه خلق كثير يسألونه عن الحلال والحرام إذ دخل عليه رجل طوال آدم، فقال: السلام عليك يا بن رسول الله رجل من محبيك ومحبي آبائك وأجدادك عليهم السلام مصدري من الحج وقد افتقدت نفقتي وما معي ما أبلغ مرحلة فان رأيت أن تنهضني إلى بلدي ولله علي نعمة فإذا بلغت بلدي تصدقت بالذي توليني عنك فلست موضع صدقة.
فقال له: اجلس رحمك الله وأقبل على الناس يحدثهم حتى تفرقوا وبقى هو وسليمان الجعفري وخيثمة وأنا فقال: أتأذنون لي في الدخول؟ فقال له سليمان: قدم الله أمرك فقام فدخل الحجرة، وبقي ساعة ثم خرج ورد الباب وأخرج يده من أعلى الباب وقال: أين الخراساني؟ فقال: ها أنا ذا فقال: خذ هذه المائتي دينار واستعن بها في مؤنتك ونفقتك وتبرك بها ولا تصدق بها عني واخرج فلا أراك ولا تراني.
ثم خرج، فقال له سليمان: جعلت فداك لقد أجزلت ورحمت، فلما ذا سترت وجهك