مكذب بالجنة والنار قال المأمون: ما تقول في المسوخ؟
قال الرضا عليه السلام أولئك قوم غضب الله عليهم، فمسخهم، فعاشوا ثلاثة أيام ثم ماتوا ولم يتناسلوا، فما يوجد في الدنيا من القردة والخنازير وغير ذلك مما وقع عليهم اسم المسوخية فهو مثل ما لا يحل أكلها والانتفاع بها قال المأمون: لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن، فوالله ما يوجد العلم الصحيح إلا عند أهل هذا البيت وإليك انتهت علوم آبائك فجزاك الله عن الاسلام وأهله خيرا.
قال الحسن بن الجهم: فلما قام الرضا عليه السلام تبعته فانصرف إلى منزله، فدخلت عليه وقلت له: يا بن رسول الله، الحمد لله الذي وهب لك من جميل رأى أمير المؤمنين ما حمله على ما أرى من إكرامه لك وقبوله لقولك.
فقال عليه السلام: يا بن الجهم لا يغرنك ما ألفيته عليه من إكرامي والاستماع مني فإنه سيقتلني بالسم وهو ظالم إلى أني اعرف ذلك بعهد معهود إلى من آبائي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فاكتم هذا ما دمت حيا.
قال الحسن بن الجهم: فما حدثت أحدا بهذا الحديث إلى أن مضى عليه السلام بطوس مقتولا بالسم ودفن في دار حميد بن قحطبة الطائي في القبة التي فيها قبر هارون الرشيد إلى جانبه. (1) 16 - عنه - قال: حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي، قال حدثني محمد بن يحيى الصولي، قال: يحكى عن الرضا عليه السلام خبر مختلف الألفاظ لم تقع لي روايته باسناد أعمل عليه وقد اختلف الألفاظ من الرواة إلا أني سآتي به وبمعانيه وإن اختلفت ألفاظه كان المأمون في باطنه يحب سقطات الرضا عليه السلام وأن يعلوه المحتج وإن أظهر غير ذلك فاجتمع عنده الفقهاء والمتكلمون فدسوا إليهم أن ناظروه في الإمامة.
فقال لهم الرضا عليه السلام: اقتصروا على واحد منكم يلزمكم ما يلزمه، فرضوا برجل