لأنهما كانا مع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - في مستقره يدبران الأمر معه ولولا أنهما أفضل الخلق عنده لما اختصهما بالجلوس معه، فبأي شئ يدفع هذا؟
فقال له الشيخ - أدام الله عزه -: سبيل هذا القول أن يعكس وهذه القصة أن تقلب وذلك أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لو علم أنهما لو كانا في جملة المجاهدين بأنفسهما يبارزان الأقران ويقتلان الأبطال ويحصل لهما جهاد يستحقان به الثواب، لما حال بينهما وبين هذه المنزلة التي هي أجل وأشرف وأعلى وأسنى من القعود على كل حال بنص الكتاب حيث يقول الله سبحانه: (لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما) (1).
فلما رأينا الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - قد منعهما هذه