بالحاء المهملة - والتنزيه تخلية عن كل قبيح، وإثبات الحمد والوحدانية والأكبرية تحلية بكل صفات الكمال، لكنه لما كان تعالى منزهة ذاته عن كل قبيح لم تضر البداءة بالتحلية وتقديمها على التخلية. والأحاديث في فضل هذه الكلمات مجموعة ومتفرقة بحر لا تنزفه الدلاء ولا ينقصه الاملاء وكفى بما في الحديث من أنها الباقيات الصالحات وأنها أحب الكلام إلى الله تعالى.
10 - (وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عبد الله بن قيس ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟
لا حول ولا قوة إلا بالله متفق عليه. زاد النسائي) من حديث أبي موسى (لا ملجأ من الله إلا إليه) أي أن ثوابها مدخر في الجنة وهو ثواب نفيس كما أن الكنز أنفس أموال العباد، فالمراد مكنون ثوابها عند الله لكم، وذلك لا كلمة استسلام وتفويض إلى الله واعتراف الاذعان له وأنه لا صانع غيره ولا راد لامره، وأن العبد لا يملك شيئا من الامر.
والحول: الحركة والحيلة أي لا حركة ولا استطاعة ولا حيلة إلا بمشيئة الله، وروي تفسيرها مرفوعا أي لا حول عن المعاصي إلا بعصمة الله، ولا قوة على طاعة الله إلا بالله، ثم قال صلى الله عليه وسلم كذلك أخبرني جبريل عن الله تبارك وتعالى. وقوله: (ولا ملجأ) مأخوذ من لجأ إليه وهو - بفتح الهمزة - يقال لجأت إليه والتجأت إذا استندت إليه واعتضدت به أي لا مستند من الله ولا مهرب عن قضائه إلا إليه.
11 - (وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي (ص) قال: إن الدعاء هو العبادة رواه الأربعة وصححه الترمذي. ويدل له قوله تعالى: * (ادعوني استجب لكم) * ثم قال: * (إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين) * وتقدم الكلام عليه.
12 - (وله) أي الترمذي (من حديث أنس مرفوعا بلفظ الدعاء مخ العبادة) أي خالصها لان مخ الشئ خالصه، وإنما كان مخها لامرين: الأول: أنه امتثال لأمر الله حيث قال: (ادعوني) الثاني: أن الداعي إذا علم أن نجاح الأمور من الله انقطع عما سواه وأفرده بطلب الحاجات وإنزال الفاقات، وهذا هو مراد الله من العبادة.
13 - (وله) أي الترمذي (عن أبي هريرة رضي الله عنه رفعه ليس شئ على الله أكرم من الدعاء وصححه ابن حبان والحاكم).
14 - (وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص): الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد أخرجه النسائي وغيره وصححه ابن حبان وغيره) تقدم الحديث بلفظ آخر في باب الأذان، وتقدم الكلام عليه، ويتأكد الدعاء بعد الصلاة المكتوبة لحديث الترمذي عن أبي أمامة قلت: يا رسول الله أي الدعاء أسمع؟ قال: جوف الليل