مسند زيد بن علي - زيد بن علي - الصفحة ٥٢

____________________
ومسح برأسه كما هنا مرة واحدة. (والحديث) يدل على عدم وجوب الترتيب بين المضمضة والاستنشاق وغسل الوجه واليدين. وحديث عثمان وعبد الله بن زيد الثابتان في الصحيحين، وحديث علي الثابت عند أبي داود والنسائي وابن ماجة وابن حبان والبزار وغيرهم مصرحة بتقديم المضمضة والاستنشاق على غسل الوجه واليدين، والحديث من أدلة القائلين بعدم وجوب الترتيب وهم ابن مسعود ومكحول ومالك وأبو حنيفة وداود والمزني والثوري والبصري وابن المسيب وعطاء والزهري والنخعي. وعند هؤلاء ان الأدلة الواردة في تقديم المضمضة والاستنشاق على الوجه واليدين هو الترتيب بثم، والترتيب بثم لا يدل على وجوب الترتيب بين أعضاء الوضوء، ولأنه من لفظ الراوي وغايته انه وقع من النبي صلى الله عليه وسلم على تلك الصفة والفعل، وهو بمجرده لا يدل على الوجوب. (والمضمضة) كما في القاموس تحريك الماء في الفم (*) واختلف العلماء في وجوب المضمضة والاستنشاق وعدمه، فذهب احمد وإسحاق وأبو عبيدة وأبو ثور وابن المنذر ومن أهل البيت الهادي (1) والقاسم (2)

(1) هو يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن الحسن بن علي ابن أبي طالب عليهم السلام، نسب يحاكي اشراقه ضوء النهار وجوهر يغشي ضوؤه الابصار ما في آبائه عليهم السلام الا من فاق وراق وانتشر فضله في الآفاق. ولد بالمدينة سنة 245 وكانت ولادته قبل موت جده القاسم بسنة ونشأ النشأة الطاهرة ووصف في صغره بالقوة الباهرة، فكان يمسح الدرهم فيمحو ما فيه من الكتابة ويفحس الطعام من الحنطة والذرة في يده فيجعله دقيقا.
وبلغ مرحلة الاجتهاد في نحو خمسة عشر سنة وقرأ على أبيه الحسين وعميه الحسن ومحمد، وفي علم الكلام على أبي القاسم البلخي ذكره في النزهة ثم استدعاه أهل اليمن فخرج إليهم سنة 280. وكان على ورع عظيم يحيي الليل بالصلاة والتلاوة وله مؤلفات كثيرة جليلة مذكورة في طبقات الزيدية وفي المستطاب، ودعوته كانت في أيام المعتضد العباسي ووقعت بينه وبين عمال بني العباس حروب ووقائع وخطب للإمام الهادي باسمه بمكة سبع سنين ثم توفي بصعدة سنة 298 وقبره بها مزار مشهور وقبره في جامعه.
(2) القاسم بن علي بن عبد الله بن محمد بن القاسم بن إبراهيم المعروف بقاموس آل محمد ويسمى القاسم العياني أحد دعاة اليمن، له مؤلفات عديدة وكرامات شهيرة وتربة قبره يستشفى بها مشهده بهجرة عيان من سفيان شمال صنعاء اليمن بثلاثة أيام ووفاته سنة 393.
(٥٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 47 48 49 50 51 52 53 54 56 57 58 ... » »»
الفهرست