لما كان عليه أهل القرون الذين أخبر رسول الله صلى الله عليه وآله بأنهم خير القرون. فكحلت ناظري بأثمد ما رأيته من ذلك المسند الجليل وابتهجت بذلك النور الصادر من المشكاة النبوية وقلت: لك الهناء يا نفس بالظفر فلطا لما كنت تودين ان تظفري بذلك المسند فتتبركي بخدمته بشرح تفتخرين به. فها قد كفاك الزمان المؤونة وظفرت بما تريدين، ها قد ظفرت بمسند امام علوي حسني قائم بالحق صافي المشارب، تباعد عن البدع بعد الثرى عن الثريا، محب لمن هاجر مع جده ونصره:
إذا نزل ابن المصطفى بطن تلعة * لغى جدبها واخضر بالنبت عودها حمول لاشناق الديات كأنه * إذا أخلفت أنواؤها ورعودها روي عن ابن عباس فعله وروى الحديث عن جابر بن عبد الله وعن أبيه الحسين بن علي وروى عنه ابنه الحسن أمير المدينة. قاله الحافظ ابن عساكر في تأريخه وأخرج ثلاثة أحاديث:
أولها: ما رواه بسنده إلى الحسن بن زيد، قال: حدثني أبي انه سمع الحسن بن علي يقول: حدثني علي بن أبي طالب انه سمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ينهى عن متعة النساء ويقول: هي حرام إلى يوم القيامة.
ثانيهما: ما رواه أيضا بسنده إلى زيد بن علي عن أبيه عن جده عن علي رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وآله كان إذا توضأ فضل موضع سجوده بماء حتى يسيل على موضع السجود.