ذقنه مثل الدهن ثم يضع يده اليسرى على الثلج كما وصفناه ويمسح بها يده اليمنى من المرفق إلى أطراف الأصابع ثم يضع يده اليمنى على الثلج مثل ذلك ويمسح بها يده اليسرى من الرفق إلى أطراف الأصابع ويمسح بباقي نداوتهما رأسه وقدميه وإن كان قد وجب عليه الغسل فعل بجميع بدنه مثل ذلك، فإن خاف على نفسه من البرد أخر الصلاة إلى أن يجد الماء فيغتسل أو التراب فيتيمم.
والتيمم يجب آخر الوقت إلى تضيقه فلا يجوز التيمم قبل دخول وقت الصلاة ولا بعد دخوله في أول وقت، فمن تيمم قبل دخول الوقت أو بعد دخوله قبل آخر الوقت وجب عليه إعادة التيمم ولم يجز له أن يستبيح بذلك التيمم والصلاة، فإن صلى بتيممه ذلك وجب عليه إعادة الصلاة بتيمم مستأنف أو طهارة إن كان قد وجد الماء.
ولا يجوز له التيمم في آخر الوقت إلا بعد طلب الماء في رحله وعن يمينه ويساره مقدار رمية سهم أو رميتين إذا لم يكن هناك خوف، فإن خاف لم يجب أن يتعدى المكان الذي هو فيه.
فمتى لم يطلب الماء وتيمم وصلى وجب عليه إعادة الصلاة فإن نسي الماء في رحله وقد تيمم وصلى ثم علم بعد ذلك والوقت باق وجب عليه الوضوء وإعادة الصلاة.
فإن وجد الماء وقد دخل في الصلاة وركع لم يجب عليه الانصراف بل يجب عليه المضي فيها، فإذا فرع منها توضأ لما يستأنف من الصلاة، فإن وجد الماء قبل الركوع وجب عليه الانصراف والتوضؤ واستقبال الصلاة.
فإن أحدث في الصلاة حدثا ينقض الطهارة ناسيا وجب عليه الطهارة والبناء على ما انتهى إليه من الصلاة ما لم يستدبر القبلة أو يتكلم بما يفسد الصلاة، وإن كان حدثه متعمدا وجب عليه الطهارة واستئناف الصلاة.
وأما الذي يتيمم به فهو الصعيد الطيب الذي ذكره الله في كتابه جل ذكره وهو التراب الطاهر، ويستحب أن يكون ذلك من ربا الأرض وعواليها ولا يكون ذلك من مهابطها، فإن تيمم من مهابط الأرض وكان الموضع طاهرا لم يكن به بأس، ولا بأس بالتيمم بالأحجار ولا بالأرض الجصية ولا بأرض النورة إذا لم يقدر على التراب.