وامتد إلى الطرف الآخر من الأرض يصل إلى البيت الحرام.
ففي مثله لا بد في تصوير مقابلته للبيت المعظم من ذكر أمرين (أحدهما) أن الكعبة بحسب النص والفتوى والاعتبار القطعي تمتد من موضعها إلى السماء وإلى تخوم الأرض وقد نقل عدم الخلاف في ذلك وفي رواية عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال سأله رجل قال: صليت فوق جبل أبي قبيس العصر فهل يجزي ذلك والكعبة تحتي قال: نعم إنها قبلة من موضعها إلى السماء (1) وعن الفقيه قال الصادق عليه السلام أساس البيت من الأرض السابعة السفلى إلى الأرض السابعة العليا (2) بل الاعتبار الجزمي يوافق ذلك بعد عموم وجوب الاستقبال لكافة الناس أينما كانوا بل هو لازم قوله تعالى:
وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره (3) المراد منه شطر الكعبة كما مر.
ثانيهما أن كل بناء بنى على سطح الأرض إذا كانت جدرانه مستقيمة، لا محالة يكون كل جدار منه محاذيا لمركز الأرض وإلا خرج عن الاستقامة ولازم ذلك عدم الموازاة الحقيقية بين الجدارين المتقابلين وكلما امتدا ارتفاعا كانت الفرجة بينهما أكثر فإذا فرض امتدادهما إلى السماء يكون الاتساع بينهما أكثر من اتساع شرق الأرض وغربها بما لا يقدر.
ولما كان المتفاهم من قوله (عليه السلام) إن الكعبة قبلة من موضعها إلى السماء (4) أن كلا من جدرانها كأنه ممتد مستقيما إلى عنان السماء لا معوجا يكون الشعاع الفرضي الخارج من تخوم الأرض إلى الكعبة وإلى عنان السماء كمخروط رأسه مركز الأرض وقاعدته عنان السماء ويمتد إلى ما شاء الله فلا محالة تكون الخطوط الخارجة عن مقاديم المصلي طولا مسامتة لنصف البناء والجدران المحيطة به والمسامت لا محالة يصل إلى مسامته