مجلدات النحو والأدب أو قرأ منها شيئا فإنه يكون حريصا على الدنيا وأشغالها ويطلب الشهرة والثناء في الخلق ومن رأى من مجلدات الرسائل أو قرأ منها شيئا فإنه يصير كاتبا عند الملوك والأكابر ومن رأى من مجلدات الطب أو قرأ منها شيئا فإنه يكون رئيسا في مهماته مصلحا للأمور الفاسدة. ومن رأى من مجلدات الطبائع أو قرأ منها شيئا فإنه يكون عالما بأمور الدنيا يدرى بأن ليس في طلبها فائدة باقية ومن رأى من مجلدات النجوم أو قرأ منها شيئا فإنه صلاح أشغال دنياه ولا ينتفع منه ولا من غيره ومن رأى من مجلدات الشعر أو قرأ منها شيئا فإن كان مدحا أو غزلا فإنه يشتغل بفعل يحصل له بذلك من الناس الملامة والطعن وليس له مصلحة منه في دينه ودنياه وإن كان شعرا فيه فضائل وتوحيد وهو يقرأ يصادف خيرا وفائدة.
ومن رأى من مجلدات التعبير أو قرأ منها شيئا فإنه يصل إليه حديث من شخص جليل القدر ويحصل له من ذلك الحديث امتنان وخير وشرف لقوله عزو جل وعلمتني من تأويل الأحاديث ومن رأى من مجلدات الهندسة أو قرأ منها شيئا فإنه يشتغل بعلم يشتهر في الناس به وليس له لدينه من ذلك منفعة ويكون كثير الأفكار. ومن رأى من مجلدات القسمة والمساحة أو قرأ منها شيئا فإنه يسافر سفرا بلا منفعة. ومن رأى من مجلدات الحساب أو قرأ منها شيئا يكون مهموما مغموما في طلب الدنيا. ومن رأى من مجلدات النوادر والمضاحك أو قرأ منها شيئا فإنه يصدر منه فعل قبيح فضيح. ومن رأى من مجلدات عيوب الناس وهجوهم