وقال أبو سعيد الواعظ: البكاء قوة عين فمن رأى أنه يبكى على انسان يعرفه وقد مات ومع البكاء نوح فإنه يقع كما يراه وفى عقبه مصيبة من موت أوهم أو تشييع فان رأى كأن الناس ينوحون على وال قد مات وتمزق ثيابهم وينفضون التراب على رؤوسهم فان ذلك الوالي يجور في سلطان وإن رأى كأنه مات وهم يبكون خلف جنازته من غير نوح فإنهم يرون من ذلك الوالي سرورا، وقال الكرماني: من رأى كأنه يبكى فإنه يفرح فرحا شديدا وإن كان البكاء بصراخ فإنه يدل على مصيبة تصيبه لقوله تعالى - وهم يصطرخون فيها - الآية ومن رأى أن عينيه مملوءة بالدمع ولم يخرج فإنه يحصل له مال حلال وأما الدمع البارد ففرج من غم والحار ضده وإن جرى دمع عينه اليمنى فدخل في اليسرى فإنه ينكح ابنته أو ابنه ينكح ابنته، وقال جعفر الصادق: من رأى أنه يبكى ثم يضحك بعده دل على قرب أجله لقوله تعالى - وأنه هو أضحك وأبكى وأنه هو أمات وأحيا -، وقال بعض المعبرين: أحب البكاء في النوم ما لم يكن فيه صراخ وقد جربت ذلك نيفا عن ألف مرة فلم أر منه إلا خير أو فرحا وسرورا وأما الضحك فإنه هم غم فان ذلك بقهقهة كان أزيد لقوله تعالى - فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا، وقال الكرماني: من رأى أنه يضحك متبسما فإنه بشارة وحصول مراد لقوله تعالى - فتبسم ضاحكا من قولها -، وقال جعفر الصادق: من رأى أنه يضحك متبسما فإنه بشارة بغلام لقوله تعالى - فضحكت فبشرناها بإسحاق - وأما الغمز فمن رأى أن يغمز أو أحدا يغمزه فإنه يؤول على ثلاثة أوجه أمر مخفى واستهزاء وقضاء حاجة لقول بعضهم:
(١٩٢)