وعدو وخصوم فمن رأى أنه حدث من مجنون ما يكره مثله في اليقظة وحصل به مضرة فإنه حصول ضرر من أحد الخمسة المذكورين وإن لم يصل إليه بسوء فيدل على السلامة والأمن. وقال بعض المعبرين: من رأى مجنونا يسحبه وهو خائف منه ولم يصل إليه منه مضرة فهو عدو يكون الرائي في أمان منه أما المرأة المجنونة فتؤول بالدنيا فمن رآها مقبلة عليه فإنها سنة مخصبة وقيل دنيا تصيبه وإن خاف منها كان ما أصابه من ذلك مال ووهن فان أعطته شيئا فهو خير له وزيادة، وإن رآها مدبرة وهو يتبعها ولم يلحقها فإنه راغب في تحصل دنيا وهو محروم منها فان لحقها نال ما يؤمله منها فان بطشت ففيه خلاف منهم من قال محمود وقيل مذموم وقال بعض المعبرين من رأى مجنونة تسحبه وهو يهرب منها فإنه زاهد في الدنيا وهي مقبلة عليه ومن رأى أنه أجذم أو أبرص فإنه ينال مالا ونعمة وكرامة لقوله تعالى - فأما الانسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه ونعمه - وربما يكون البرص مالا وكسوة والجذام إذا ما سال منه دم وقيح فحصول مال حرام وربما ينسب لصاحب الجذام أمر قبيح وهو برئ منه وربما ينزل به بلاء في نفسه أو في ماله أو في أحد عياله وقيل رؤيا الأجذم والأبرص والأكل معهما مصاحبة من يكرهه وقال أبو سعيد الواعظ من رأى أنه مجذوم فإنه يحبط عمله بجراءته على الله تعالى ويتهم بأمر ليس فيه وقيل من رأى أنه مجذوم حال الصلاة يدل على أنه ينسى القرآن ومن رأى في جسمه قوبا كثيرا أو واحدة فإنه مال يخشى
(١٧٦)