عن الخطأ والخبط والسهو والغفلة والنسيان. قال تعالى:
إذ قال الله يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك إذ أيدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل. (1) واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به. (2) وكذلك الحكمة المنسوبة إليه تعالى فهذا العلم مبائن لجميع ما سواه من العلوم المتعارفة البشرية. فيدعو رسول الله صلى الله عليه وآله بعلم رسالته ونبوته إلى معرفة العزيز الجبار ونعوته وكمالاته وجميع ما يحتاج إليه البشر وما ينتهي إليه عاقبة أمرهم في العوالم السرمدية من الجنة والنار. وحيث إنه صلى الله عليه وآله أعظم النبيين دعوة وأوضحهم محجة، فلا تساوي دعوته ولا تدانيها ولا توازيها دعوة داع. وبعد وفاة يقوم مقامه خليفته القرآن الحكيم وهو الثقل الأكبر وقرينه الأصغر وهم الأئمة الأبرار من آل الرسول صلى الله عليه وآله. وأما في زمن الغيبة، فالقدر المتيقن من المتصدين للدعوة، أفاضل الأمة ممن يليق بهذا الشأن الخطير، أي من كان عارفا بالله وسننه وحلاله وحرامه وحاملا لجوامع علوم القرآن وأمهاته، وقطعيات سنة الرسول وأهل بيته المعصومين عليهم السلام. قال تعالى:
فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون. (3) فلا تشمل هذه الحكمة العلوم البشرية المتعارفة وخاصة العلم الحصولي الذي يحصل من تنظيم المقدمات المنطقية وسموها بالحكمة بعد قرون من نزول القرآن