الفرية على ربهم! ولكن قد يتكلم المرء عند الغضب باللفظة التي يكون غيرها أحسن وأجمل منها... نقول كما قال معمر بن راشد لما ذكر اختلاف عائشة وابن عباس في هذه المسألة: ما عائشة عندنا أعلم من ابن عباس... وإذا اختلفا فمحال أن يقال قد أعظم ابن عباس الفرية على الله، لأنه قد أثبت شيئا نفته عائشة... الخ.). انتهى.
* * وقد قوي أمر الحنابلة المجسمة في بغداد في عصر المتوكل وبعده، وكان لهم أتباع سوقة يهاجمون من يخالفهم، وهجومهم على الطبري مشهور عندما سألوه عن قعود الله على العرش، فنفى أن الله تعالى يقعد على العرش ويقعد النبي صلى الله عليه وآله إلى جنبه! فأرادوا قتله! وعندما توفي هجموا على جنازته ومنعوا دفنه في مقابر المسلمين!
وكذلك هاجموا ابن حبان المحدث المعروف شبيها بما فعلوا بالطبري!
قال الحموي في معجم الأدباء: 9 / جزء 18 / 57 في ترجمة الطبري: (فلما قدم إلى بغداد من طبرستان بعد رجوعه إليها تعصب عليه أبو عبد الله الجصاص وجعفر بن عرفة والبياضي. وقصده الحنابلة فسألوه عن أحمد بن حنبل في الجامع يوم الجمعة، وعن حديث الجلوس على العرش، فقال أبو جعفر: أما أحمد بن حنبل فلا يعد خلافه. فقالوا له: فقد ذكره العلماء في الاختلاف، فقال: ما رأيته روي عنه ولا رأيت له أصحابا يعول عليهم. وأما حديث الجلوس على العرش فمحال، ثم أنشد:
سبحان من ليس له أنيس * ولا له في عرشه جليس فلما سمع ذلك الحنابلة منه وأصحاب الحديث وثبوا ورموه بمحابرهم