مؤمن لصدق تعريف الإيمان عليه، فإنه التصديق قلبا أو قلبا ولسانا، وكلاهما حاصلان فيه، إذ هو مصدق، غاية الأمر أنه غير منطبق عليه:
وذهب آخرون - وينسب هذا إلى الحسن البصري المعروف -: إلى أنه منافق.
وذهب آخرون - وينسب هذا القول إلى الزيدية -: إلى أنه كافر نعمة.
وذهب آخرون - وينسب ذلك إلى الخوارج -: إلى أنه كافر بقول مطلق.
وذهب آخرون - وينسب ذلك إلى فرقة من الخوارج يقال لهم الأزارقة -: إلى أنه مشرك.
وذهب آخرون - وينسب هذا القول إلى المعتزلة -: إلى أنه لا مؤمن ولا كافر، أما أنه غير مؤمن فلأنه ليس بفاعل للطاعات ولا تارك للمعاصي، وأما أنه غير كافر فلإقراره، ولإقامة الحدود عليه، ودفنه في مقابر المسلمين، وغسله عند موته والصلاة عليه، ويقال لهذا عند المعتزلة: " منزلة بين المنزلتين " يعني: منزلة بين الكفر والإيمان.
هذه هي الأقوال في تحقيق حقيقة صفة فاعل الكبيرة، وقد عرفت أن ما ذهب إليه أصحابنا الإمامية، هو أول هذه الأقوال المنقولة.
أما قول الحسن البصري من أنه منافق، فيدفعه ما سيأتيك عن قريب إن شاء الله، وأنه غير منطبق عليه، اللهم إلا أن يكون له مصطلح خاص، ولا مشاحة في الاصطلاح.
وأما قول الزيدية من أنه كافر نعمة، فيدفعه أن كفر النعمة يجتمع مع الإيمان، غاية الأمر أنه معصية، فهم إن أرادوا ذلك فما جاءوا بشئ جديد.