تابعت العمل وسرت في البحث - جهد المستطاع - حتى إذا بلغ الكتاب أجله، وتم قسم وافر منه - والحمد لله رب العالمين - أحببت نشره، وما الفائدة إذا لم ينشر؟ ولكنه لم ينشر، ثم ماذا؟ ثم بقي الكتاب رهين الزوايا، والأمور مرهونة بأوقاتها - كما يقولون - حتى متى؟ وإلى متى؟ حتى يقدر الله تعالى له النشور والظهور، ولله تعالى في خلقه شؤون، فبعث الله تعالى إلى نشر الجزء الأول منه - الذي كان قد تم طبعه سنة ألف وثلاثمائة والسادسة والسبعين هجرية على مهاجرها أفضل الصلاة وأكمل التحية - شابا سبق إلى هذه الأكرومة التي ستكون له إن شاء الله فخرا في دنياه، وذخرا في أخراه، ذلك هو الشاب المهذب الزكي الحاج محسن نجل الوجيه التقي الحاج حسان أحمد وفقهما الله، ثم كان الحال هو الحال في الجزء الثاني من هذا الكتاب (1) كأنه ينتظر شابا آخر يسبق إلى هذه الأكرومة كما سبق إليها صاحبه من قبل، فكان ذلك وكان، فتم طبع هذا الجزء في السنة الحالية وهي سنة ألف وثلاثمائة وثمانين هجرية على مهاجرها أفضل الصلاة وأكمل التحية بتبرع من الشاب المهذب الزكي الحاج حمود نجل الحاج الأكرم جواد آل الكواز وفقهما الله تعالى وجزاهما خير جزاء المحسنين، وإن في عمل هذين الشابين الكريمين لعبرة عسى أن يعتبر بها بعض الشيوخ والكهول ممن يحسبون أنفسهم أيقاظا وهم رقود، وما كلمتي هذه إلا رعاية الجميل، وجزاء الإحسان بالإحسان، وإن كان من ورائي الناقدون فلينقدوا ما شاءوا وشاءت لهم الأهواء.
وإن كان قد جرى عرف المؤمنين أو الكتاب بإهداء كتبهم أو مؤلفاتهم إلى شخصية من الشخصيات، أو كبير من الكبراء، تدعوهم إلى ذلك عوامل وأسباب، فما هديتي هذه إلا لمن هدي الناس به سواء السبيل والصراط المستقيم، سيد