ورسوله فنحن من المطيعين لك وننفذ أوامرك وإلا سنبقى على عصياننا ومعارضتنا وسنصر على ذلك إلى أن يحكم الله بيننا وبينك. وإن قبلت نصائحنا وتبت عن الاعمال الغير مقبول فسنرسل إليك رجالا من طرفنا فأعنهم حتى إذا رجعوا إلينا وأخبرونا عن حالك وإنابتك كما فصلنا لك ذلك فأرسل إلينا عبد الله بن قيس لكي يسير بالعدل بين الناس ويقيم شرائع الاسلام، وانصب حذيفة بن اليمان من أجل تحصيل أموال الخراج وحقوق بيت المال لكي يحصلوا الأموال المتوجبة حسب الأصول من الناس، وأما سعيد بن العاص ووليد بن عقبة وأمثالهما من أقاربك وأهل بيتك الذين يظلمون الناس ويرون ذلك جائزا ويبتغون أهواء أنفسهم، فاحتفظ بهم لديك، فإن وافقت على هذا فنحن مطيعون لامرك وإلا فاتق الله ودع هذه الولاية بدون بدع واحفظ كرامتها واتركها على جادة الاستقامة ومنهاج التقوى وكن على يقين بأن كل ما تقوم به من خير أو شر ستجازى عليه يوم القيامة (ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى) والسلام (1).
ثم بعد ما فرغ الأشتر من كتابة الرسالة استدعى رجالا يثق بهم ودفع إليهم الرسالة وقال: اذهبوا إلى المدينة وأوصلوها إلى عثمان.
وحين وصل هؤلاء إلى المدينة ذهبوا إلى مقر أمير المؤمنين فسلم بعضهم على عثمان بالخلافة وبعضهم لم يفعل. فسئلوا لم لم تسلموا على أمير المؤمنين فقال الكميل بن زياد: بسبب الاعمال الخطأ التي عملها، فإن عاد عنها وتاب منها وسلك نهج الصواب فهو أميرنا، وإلا فليس بأمير لنا فسألوه: ما هي مطالبكم وما هي أهدافكم، فقالوا: أولا، أن لا نخرج من أوطاننا المألوفة ولا نفارق عيالنا وأولادنا وأن توصل إلينا رواتبنا، وأن لا يرسل إلينا شبابا أغرارا من أقاربه يتأمرون علينا وقد اتبعوا أهواءهم وشهواتهم وأن لا يقدم الأشرار على الأخيار، فقال أمير المؤمنين