أوامرك ونعظم حرمتك كما هو والحال بين الولد وأبيه وأمه وأما إذا رفضت الافعال الحسنة وتابعت سيرك على هذا النحو فلن نطيعك ولن ننفذ أوامرك وستكون العاقبة هلاكنا وهلاكك فاتق الله واعتقد بأنك عبد وستحاسب على النقير (1) والقطمير (2) والله سبحانه وتعالى مطلع على أحوال عباده وإليه سيرجعون جميعا. وبمقدار سلطة الانسان ومسؤوليته سيكون سؤاله بينما سيكون حساب الضعفاء أقل صعوبة. لقد قلنا لك ما علمناه وأخرجنا ذلك ذلك من أعناقنا وبعد ذلك الامر هو لك.
وبعد ما سمع عثمان كلام المصريين تغير لونه وأطرق ساعة يفكر. ثم بعد ذلك رفع رأسه وخاطبهم.
يا قوم لقد بالغتم وتكلمتم بكلام كثير لا أدري كيف أبدأ الجواب، أما بخصوص الحكم بن أبي العاص الذي كان قد قدم بأعمال غير مناسبة ونسبت إليه بحق الرسول صلى الله عليه وسلم وقد تأذى منه النبي وأخرجه من المدينة.
(وبعد ذلك تقدمت أنا من النبي عليه السلام وشفعت به إلى الرسول لكي يعيده فأجابني الرسول إلى ذلك ثم بسبب انتقال الرسول عليه السلام إلى جوار ربه ومرور عدة سنوات على ذلك. وبعد ما وصلت إلي الخلافة وبسبب أملي في أن النبي عليه السلام كان ينوي إعادته وبسبب القرابة بيننا أرسلت إليه وأحضرته إلى المدينة وكان في المدينة مسالما لم يتأذ منه أحد. وإذا اشتكى منه أحد فإنني حريص على رضاكم وسنرسل من يحقق في أعماله وأعمال وكلائه ثم نقيم عليهم الحجة حتى يسلكوا طريق العدل والصدق ويحترزوا من طريق الشر. فقال المصريون: ليس هذا كافيا بل يجب أن تستدعي العمال والنواب إليك ثم ترسل أشخاصا يحققون في أحوالهم ومعاملاتهم (3) فإذا ما أخبروك بمثل ما أخبرناك فإنك بعد ذلك تواجههم بأعمالهم وتقررهم بها فأجابهم أمير المؤمنين: هكذا سأفعل وعلى الرأس والعين ثم كتب رسالتين: واحدة إلى أهل الكوفة وأخرى لأهل مصر على هذا النحو: