قال: ثم أخذ كفا من حصباء المسجد فحصبه، فضرب الناس يده فقصرت الحصباء ولم تبلغ الأشتر، قال: فصاح به الأشتر وقال: وما أنت أيها العسير الخضوف (1) والكلام في أمر العامة، والله! ما أسلم قومك إلا كرها ولا هاجروا إلا فقرا. قال: ثم وثب الناس على قبيصة فضربوه وطردوه وأخرجوه، وقام رجل من أهل المسجد فناشدهم الله حتى كفوا عنه. قال: واحتمل قبيصة إلى منزله، ونزل الأشتر عن المنبر ونادى في الناس، فاجتمعوا إليه، واستقبل فصلى بالناس، فلما انفتل عن صلاته أمر بإخراج خليفة سعيد بن العاص من القصر، فأخرجوه وهو ثابت بن قيس بن الخطيم الأنصاري (2).
قال: ثم خرج الأشتر فعسكر بالجرعة بين الكوفة والحيرة، وبعث بعائذ بن حملة الظهري فعسكر في طريق البصرة في خمسمائة فارس، وبعث حمزة بن سنان الأسدي إلى عين التمر فعسكر هنالك ليكون مصلحة فيما بينه وبين أهل الشام في خمسمائة فارس، وبعث بعمرو بن أبي حنة الوداعي إلى حلوان وما والاها في ألف فارس، وبعث يزيد بن حجية التيمي إلى المدائن وكوخى وما والاها في سبعمائة فارس.
(3) [(كما أرسل كعب بن مالك الأرحبي إلى مكان يدعى العذيب (4) مع خمسمائة فارس وأمره قائلا، إن جاء سعيد بن العاص من المدينة أميرا على الكوفة فأعده ولا تسمح له بدخول الكوفة وخذ كل ما معه من مال ومتاع وضعه أمانة في منزل الوليد بن عقبة في الكوفة، فتقدم الأشتر (عند ما سمع الخبر) ومعه ثلاثمائة فارس وجاء إلى باب المنزل وأمرهم بأن ينهبوا ما في البيت. فدخل الناس وأخذوا كل ما وجدوه وأخرجوها ثم قلعوا الأبواب وأحرقوها حتى احترق كل ما بقي في البيت.
وحين علم عثمان بذلك (وقد بلغه ما صنعه الأشتر) ضاق صدره بذلك واعتبر أن هذا العمل كان بتحريض أو تأييد من علي رضي الله عنه وقال: لا أعلم ماذا أفعل