منتقى الجمان - الشيخ حسن صاحب المعالم - ج ١ - الصفحة ٣٩٥
عن عبد الله بن جعفر الحميري، عن علي بن إسماعيل، ومحمد بن عيسى، ويعقوب بن يزيد، والحسن بن ظريف، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبد الله أنه قال: كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فسأله رجل فقال له: جعلت فداك إن الشمس تنقص (1) ثم تركد ساعة من قبل أن تزول؟ فقال: إنها تؤامر أتزول أو لا تزول (2).
قلت: كأن المراد من قوله في هذا الخبر: " إن الشمس تنقص " (3)

(1) كذا والصواب بالضاد المعجمة من الانقضاض أي يتحرك سريعا، من انقض النجم، وهو مضاعف من " قض " لا منقوص من " قضى " ولا بالمهملة من " نقص " كما في بعض النسخ، وقال في الوافي: " وفي بعض النسخ " تنقضي " من الانقضاء وكأن في نسخة المصنف بالصاد.
(2) الفقيه تحت رقم 677 باب ركود الشمس.
(3) تقدم الكلام فيه آنفا. وقال سلطان العلماء في حاشيته على الفقيه: يحتمل أن يكون المراد بركود الشمس حين الزوال عدم ظهور حركتها بقدر يعتد بها عند - الزوال وعدم ظهور تزايد الظل حينئذ بخلاف الساعات السابقة واللاحقة، وعبر عن ذلك بالركود بناء على الظاهر وفهم القوم.
ثم - رحمه لله -: وليس الباعث على الخروج من الظاهر الوقوف على قول الحكماء من استمرار وضع الفلك وغيره، بل الباعث أن كل نقطة من مدار الشمس محاذية لسمت رأس أفق من الآفاق فيلزم سكون الشمس دائما لو سكنت حقيقة عند الزوال، وتخصيص الركود بأفق خاص كمكة أو المدينة مع بعده يستلزم سكونها في البلاد الاخر بحسبها في أوقات آخر، فان ظهر مكة مثلا يكون وقت الضحى في أفق آخر فيلزم ركودها في ضحى ذلك الأفق، ولا يلتزمه أحد - انتهى. وأقول:
قال الفيض - رحمه الله -: المراد شعاع الشمس وهذا لا ينافي استمرار حركتها في الفلك فان كل حركتين مختلفتين لابد بينهما من سكون، فبعد بلوغ نقصان الظل إلى الغاية وقبل أخذه في الازدياد لابد وأن يركد شعاع الشمس في الأرض ساعة ثم يزيد وهذا ركودها في الأرض من حيث شعاعها بحسب الواقع. وما جاء في أن لا يكون للشمس ركود يوم الجمعة معناه أنهم لاشتغالهم باستماع الخطبة وتهيئتهم للصلاة لا يحسبون به بل يسرع مروره عليهم وتقصر مدته لديهم، لانهم في رخاء من العبادة وفي سرور من الطاعة، ومدة الرخاء تكون قصراء عجلاء.
(٣٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 390 391 392 393 394 395 396 397 398 399 400 ... » »»
الفهرست