بحجة، وما هو حجة ليس مصداقا للنبأ، فافهم.
(الآية الثانية) التي استدل بها على حجية الخبر الواحد آية النفر وهي في أواخر سورة التوبة وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون (١).
والظاهر أن المراد من قوله: (ما كان) هو النفي لا النهي بقرينة كون المنفي هو المعنى المصدري - أعني النفر - نعم، فيما إذا كان المنفي هو اسم الذات تكون كلمة (ما) للنهي.
مثل قوله تعالى قبل هذه الآية بآية: ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الاعراب أن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه الآية (٢).
وقوله تعالى: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم (٣).
والظاهر أن المراد من النفر هو النفر إلى التفقه لا الجهاد، ومجرد وقوع الآية في سورة ذكر في أكثر آيها التحريض على الجهاد لا يوجب صرفها عن ظاهرها، فإن ادعاء اتحاد السياق فيها بل في مطلق القرآن المجيد ممنوع، فإن فيها، آيات غير مرتبطة بالجهاد مثل قوله تعالى: وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه (٤).
وقوله عز وجل: (إن الله له ملك السماوات) الآية (٥).
وقوله عز من قائل: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) (٦).
وقوله تعالى: ﴿إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله﴾ (7).