المرتبطة، وتسمى هذه المفاهيم بالمعاني الاسمية، ويكون الأسماء موضوعة بإزائها ولا محالة يكون عمل اللفظ فيها عملا افهاميا تصوريا، حيث إن مقصود المتكلم من ذكر اللفظ فيها، هو ان يفهم المخاطب معناه ويتصوره بنحو الاستقلال.
(واما النوع الثاني) فكالمعاني الحرفية والنسب الإضافية والايقاعية، وقد وضع بإزاء هذا النوع من المعاني ألفاظ الحروف والهيئات، وهذا النوع من المعاني أيضا ينقسم إلى صنفين، فان عمل اللفظ في المفهوم الاندكاكي اما أن يكون بنحو الافهام والاعلام التصوري بان يريد المتكلم باستعماله القاء المعنى الاندكاكي إلى المخاطب ليتصوره بنحو الاندكاك في الطرفين واما أن يكون بنحو الاعلام التصديقي بان يريد باستعماله القائه إليه ليصدق بوقوعه.
(فالصنف الأول) كالمعاني الحرفية التي يتحقق بسببها الارتباط بين المعاني الاسمية من دون ان تكون متعلقة للتصديق كالربط الابتدائي الرابط بين السير والبصرة، و الربط الانتهائي الرابط بين السير والكوفة، وكالنسبة الإضافية الغير التامة المتحققة بين المضاف والمضاف إليه في نحو سيرى وسير زيد مثلا.
(والصنف الثاني) كالنسبة التامة المتحققة بين الفعل وفاعله وبين المبتدأ والخبر فإنها معنى اندكاكي وضع بإزائه هيئة الجملة، ويكون المقصود من القائه إلى المخاطب ان يصدق بوقوعه.
(واما القسم الثاني) أعني المعنى الذي كان عمل اللفظ فيه عملا ايجاديا بحيث جعل آلة لايجاده فهو أيضا على نوعين: (الأول) ما لا يكون معنى فانيا مندكا في غيره، وهذا مثل الطلب الموجد بمثل اضرب مثلا، أو اطلب منك الضرب أو تضرب إذا استعملا بقصد الانشاء ومثل جميع مضامين العقود والايقاعات الموجدة بسبب صيغها في عالم الاعتبار (الثاني) ما يكون فانيا في غيره فيكون الموجد بسب اللفظ معنى اندكاكيا، وهذا مثل حقيقة الإشارة التي توجد بأسماء الإشارة والضمائر والموصولات، فان التحقيق كون جميع المبهمات من واد واحد، وقد وضعت لان يوجد بها الإشارة فيكون الموضوع له فيها نفس حيثية الإشارة التي هي معنى اندكاكي وامتداد موهوم متوسط بين المشير والمشار إليه، ويكون عمل اللفظ فيها عملا انشائيا فقولك (هذا) بمنزلة توجيه الإصبع الذي يوجد به الإشارة ويكون آلة لايجادها.