عليه السلام: إن الرجل ليعجبه أن يكون شراك نعله أجود من شراك نعل صاحبه فيدخل تحتها، قال صاحب " الكشاف ": ومن الطماع من يجعل العلو لفرعون لقوله: * (إن فرعون علا في الأرض) * (القصص: 4) والفساد لقارون لقوله: * (ولا تبغ الفساد في الأرض) * (القصص: القصص: 77) ويقول من لم يكن مثل فرعون وقارون فله تلك الدار الآخرة ولا يتدبر قوله: * (والعاقبة للمتقين) * كما تدبره علي بن أبي طالب عليه السلام.
قوله تعالى * (من جآء بالحسنة فله خير منها ومن جآء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون * إن الذى فرض عليك القرءان لرآدك إلى معاد قل ربى أعلم من جآء بالهدى ومن هو فى ضلال مبين * وما كنت ترجو أن يلقى إليك الكتاب إلا رحمة من ربك فلا تكونن ظهيرا للكافرين * ولا يصدنك عن ءايات الله بعد إذ أنزلت إليك وادع إلى ربك ولا تكونن من المشركين * ولا تدع مع الله إلها ءاخر لا إله إلا هو كل شىء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون) *.
اعلم أنه تعالى لما بين أن الدار الآخرة ليست لمن يريد علوا في الأرض ولا فسادا، بل هي للمتقين بين بعد ذلك ما يحصل لهم فقال: * (من جاء بالحسنة فله خير منها) * وفيه وجوه أحدهما: المعنى من جاء بالحسنة حصل له من تلك الكلمة خير وثانيها: حصل له شيء هو أفضل من تلك الحسنة، ومعناه أنهم يزادون على ثوابهم وقد مر تفسيره في آخر النمل، وأما قوله: * (ومن جاء بالسيئة فلا يجزى الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون) * فظاهره أن لا يزادوا على ما يستحقون.