الرحمن الرحيم ولا بالتعوذ ولا بآمين، وروى عن ابن عمر أنه جهر بها في الصلاة.
فهؤلاء الصحابة مختلفون فيها على ما بينا.
وروى أنس وعبد الله بن المغفل أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يسرون، وفي بعضها: كانوا يخفون، وجعله عبد الله بن المغفل حدثا في الاسلام. وروى أبو الجوزاء عن عائشة، قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة بالتكبير والقراءة ب (الحمد لله رب العالمين) ويختمها بالتسليم.
حدثنا أبو الحسن عبيد الله بن الحسين الكرخي رحمه الله، قال: حدثنا الحضرمي، قال: حدثنا محمد بن العلاء، حدثنا معاوية بن هشام عن محمد بن جابر عن حماد عن إبراهيم عن عبد الله، قال: ما جهر رسول الله صلى الله عليه وسلم في صلاة مكتوبة ببسم الله الرحمن الرحيم ولا أبو بكر ولا عمر، فإن قال قائل: إذا كان عندك أنها آية من القرآن في موضعها فالواجب الجهر بها كالجهر بالقراءة في الصلوات التي يجهر فيها بالقرآن، إذ ليس في الأصول الجهر ببعض القراءة دون بعض في ركعة واحدة - قيل له: إذا لم تكن من فاتحة الكتاب على ما بينا، وإنما هي على وجه الابتداء بها تبركا، جاز أن لا يجهر بها. ألا ترى أن قوله تعالى: (إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض) [الأنعام: 79] الآية هو من القرآن، ومن استفتح به الصلاة لا يجهر به، مع الجهر بسائر القراءة، كذلك ما وصفناه.
قال أبو بكر: وما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من إخفائها يدل على أنها ليست من الفاتحة، إذ لو كانت منها لجهر بها كجهره بسائرها. فإن احتج محتج بما روى نعيم المجمر أنه صلى وراء أبي هريرة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم، ثم لما سلم قال: إني لأشبهكم صلاة برسول الله صلى الله عليه وسلم، وبما روى ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أم سلمة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في بيتها فيقرأ (بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين)، وبما روى جابر الجعفي عن أبي الطفيل عن علي وعمار أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجهر (بسم الله الرحمن الرحيم - قيل له: أما حديث نعيم المجمر عن أبي هريرة فلا دلالة فيه على الجهر بها، لأنه إنما ذكر بها أنه قرأها ولم يقل أنه جهر بها. وجائز أن لا يكون جهر بها، وإن قرأها وكان علم الراوي بقراءتها أما من جهة أبي هريرة بإخباره إياه بذلك أو من جهة أنه سمعها لقربه منه وإن لم يجهر بها كما روي أن النبي عليه السلام كان يقرأ في الظهر والعصر ويسمعنا الآية أحيانا، ولا خلاف أنه لم يكن يجهر بها.
وقد روى عبد الواحد بن زياد، قال: حدثنا عمارة بن القعقاع، قال: حدثنا أبو زرعة بن عمرو بن جرير، قال: حدثنا أبو هريرة، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نهض في