إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فشكاه فقال: يا رسول الله، إن سمرة يدخل علي بغير إذني، فلو أرسلت إليه فأمرته أن يستأذن حتى تأخذ أهلي حذرها منه، فأرسل إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فدعاه: فقال: يا سمرة، ما شأن فلان يشكوك ويقول: يدخل بغير إذني، فترى من أهله ما يكره ذلك؟ يا سمرة، استأذن إذا أنت دخلت. ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): يسرك أن يكون لك عذق في الجنة بنخلتك؟ قال: لا، قال: لك ثلاثة، قال: لا، قال: ما أراك يا سمرة إلا مضارا، اذهب يا فلان فاقطعها (فاقلعها) واضرب بها وجهه (1).
وفي رواية أخرى: فلما أبى ساومه حتى بلغ به من الثمن ما شاء الله، فأبى أن يبيع، فقال (صلى الله عليه وآله): لك بها عذق يمد لك في الجنة... الحديث (2).
فمحافظة النبي (صلى الله عليه وآله) على الأعراض مما لا يشوبه شك أو ترديد، وهو واضح من الحديث المذكور، حتى أنه (صلى الله عليه وآله) غضب على سمرة فقال له بعد قلع النخلة:
انطلق، فاغرسها حيث شئت (3).
2 - قوله تعالى * (يا أيها الذين آمنوا ليستأذنكم الذين ملكت أيمانكم) * (4).
فهذه الآية تدل على وجوب الاستئذان على من ملكت الأيمان، وعلى الأطفال الذين لم يبلغوا الحلم، في ثلاث ساعات، عبر عنها الله بأنها " ثلاث عورات " لا ينبغي التطلع فيها، لأن الإنسان يكون عادة في هذه الأوقات مبتذلا في ملابسه، أو على حال لا يحب أن يراه أحد، فلابد من الاستئذان في هذه