بحوث في تاريخ القرآن وعلومه - السيد مير محمدي زرندي - الصفحة ١٦٦
4 - المشهور عند علماء أهل السنة، على ما نسب إليهم (1). قال أبو شامة (2) في مرشده: قد شاع على ألسنة جماعة من المقرئين المتأخرين وغيرهم من المقلدين أن القراءات السبع كلها متواترة، أي فرد فرد ما روي عن هؤلاء الأئمة السبعة.
قالوا: والقطع بأنها منزلة من عند الله واجب، ونحن بهذا نقول، ولكن فيما اجتمعت على نقله عنهم الطرق (3).
5 - أحمد بن محمد الشهير بالبناء، حيث إنه - بعد أن نقل عن بعض: أن القراءات العشر متواترة ومعلومة من الدين بالضرورة، وأنها منزلة على رسول الله (صلى الله عليه وآله) - قال: والحاصل: أن السبع متواترة اتفاقا، وكذا الثلاث على الأصح، وهو الذي تلقيناه من عامة شيوخنا (4).
هذا، ولكننا نجد في المقابل أن كثيرا من العلماء قد صرحوا بعدم تواتر القراءات، ونذكر منهم:
1 - أبو شامة، قال في كتابه المرشد الوجيز: لا ينبغي أن يغتر بكل قراءة تعزى إلى واحد من هؤلاء الأئمة السبعة ويطلق عليها لفظ الصحة، وأنها كذلك أنزلت - إلى أن قال: - والقراءات المنسوبة إلى كل قارئ من السبعة وغيرهم منقسمة إلى المجمع عليه والشاذ (5).
2 - ابن الجزري، قال: كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه ووافقت أحد المصاحف العثمانية ولو احتمالا وصح سندها فهي القراءة الصحيحة - إلى أن قال: - ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة اطلق عليها ضعيفة أو شاذة

(1) تفسير البيان للإمام الخوئي: ص 92 نقلا عن البعض.
(2) أبو شامة: هو شهاب الدين الشافعي المقري النحوي، ولد بدمشق سنة 596 ه‍. وأتقن الفقه، ودرس وأفتى، وبرع في العربية، وصنف شرحا للشاطبية، توفي بدمشق سنة 665 ه‍. (راجع الكنى والألقاب للمحدث القمي (رحمه الله)).
(3) نقله عنه ابن الجزري في النشر في القراءات العشر: ج 1 ص 13.
(4) إتحاف فضلاء البشر: ص 4.
(5) نقله عنه ابن الجزري في النشر في القراءات العشر: ج 1 ص 9.
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»
الفهرست