يكون له غيابة واحدة، أو غيابات. وغيابة المفرد يجوز أن يعني به الجمع، كما يعني به الواحد. ومن جمع فإنه يجوز أن يكون له غيابة واحدة، فجعل كل جزء منها غيابة، كقولهم شابت مفارقه، وبئر ذو غيابتين. ويجوز أن يكون للبئر عدة غيابات، فجمع لذلك. وأما (غيابات) بالتشديد فيكون اسما جاء على فعالة، كما جاء التيار للموج، والفياد للبوم الذكر، والفخار للخزف، وغير ذلك. واما (غيبة) فيجوز أن يكون حدثا على فعلة، من غاب، فيكون بمعنى الظلمة. ويجوز أن يكون موضعا على فعلة. واما من ضم التنوين فلأنه التقى الساكنان التنوين والقاف في اقتلوا، ولزم تحريك الأول منهما، فحركه بالضم ليتبع الضمة الضم، كما قيل سر ومد. ومن كسر التنوين فإنه لم يتبع الضم. كما أن من قال مد، لم يتبع، وكسر الساكن على ما يجري عليه أمر تحريك الساكن في الأمر الشائع.
اللغة: الآية، والعلامة، والعبرة، نظائر. والعصبة: الجماعة التي تعصب بعضها لبعض، ويقع على جماعة من عشرة إلى خمس عشر. وقيل: ما بين العشرة إلى الأربعين، ولا واحد له من لفظه كالقوم، والرهط، والنفر. والفرق بين المحبة والشهوة أن الانسان يحب ولده، ولا يشتهيه بأن يميل طبعه إليه، ويرق عليه، ويريد له الخير. والشهوة: منازعة النفس إلى ما فيه اللذة. وإنما سمي البئر جبا، لأنه قطع عنها ترابها حتى بلغ الماء من غير طي، ومنه المجبوب. قال الأعشى:
وإن كنت في جب ثمانين قامة، ورقيت أسباب السماء بسلم وكل ما غيب شيئا عن الحس بكونه فيه فهو غيابة. فغيابة البئر: شبه لحف أو طاق فوق ماء البئر. والسيارة: الجماعة المسافرون، لأنهم يسيرون في البلاد.
وقيل: هم مارة الطريق. والإلتقاط: تناول الشئ من الطريق، ومنه اللقطة، واللقيط: ومعناه أن يجده من غير أن يحسبه. يقال: وردت الماء التقاطا إذا وردته من غير أن تحسبه.
الاعراب: العامل في قوله (إذ قالوا) اذكر، وتقديره: اذكر إذ قالوا ليوسف.
ويحتمل أن يكون العامل فيه ما في الآية التي قبله من قوله (لقد كان في يوسف وإخوته آيات) إذ قالوا. واللام في قوله (ليوسف) جواب القسم، تقديره والله ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا، (يخل لكم) جواب الأمر (وتكونوا) جزم، لأنه