اللغة: الوعد: خبر بما يعطى من الخير، والوعيد: خبر بما يعطى من الشر، هذا إذا فصل. فإن أجمل وقع الوعد على الجميع، والنفع: هو اللذة، والسرور، وما أدى إليهما، أو إلى واحد منهما. والضرر: الألم والغم، وما أدى إليهما، أو إلى واحد منهما. والأجل: هو الوقت المضروب لوقوع أمر كأجل الدين، وأجل الانسان.
الاعراب: متى: سؤال عن الزمان، وأين: سؤال عن المكان. بياتا: منصوب على الظرف وقوله: (ماذا يستعجل): يجوز أن يكون (ما) في موضع رفع، وذلك إذا كان ذا بمعنى الذي. والمعنى ما الذي يستعجل منه المجرمون؟ فيكون (ما) مبتدأ، والذي خبره. ويجوز أن يكون في موضع نصب، وذلك إذا جعلت (ما) و (ذا) اسما واحدا. والمعنى: أي شئ يستعجل منه المجرمون من العذاب، أو من الله؟ فيكون مفعول (يستعجل) وجواب (إن أتاكم) محذوفا، وتقدير الكلام أرأيتم ماذا يستعجل من العذاب المجرمون ان أتاكم عذابه بياتا أو نهارا، أو وقع (إن أتاكم) في وسط الكلام موقع الاعتراض. ومعنى (ماذا يستعجل) ههنا: الانكار، أي: ليس في العذاب شئ يستعجل به وجاء في صيغة الاستفهام لأنه لا جواب لصاحبه يصح له وقوله (ثم) دخلت ألف الاستفهام على (ثم) التي للعطف، لتدل على أن معنى الجملة الثانية بعد الأولى، مع أن للألف صدر الكلام، والعامل في (إذا) قوله (آمنتم به). وقوله: (الآن وقد كنتم به تستعجلون) تقديره الآن به تؤمنون.
المعنى: لما وعد سبحانه المكذبين، بين عقيبه أنهم إذا استعجلوا ذلك على سبيل التكذيب والرد، فقال (ويقولون) أي: ويقول هؤلاء المشركون (متى هذا الوعد) الذي تعدنا به من البعث، وقيام الساعة. وقيل: من العذاب (إن كنتم صادقين) في ذلك (قل) يا محمد جوابا لهم (لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا) أي:
لا أقدر لنفسي على ضر أو نفع (إلا ما شاء الله) أن يملكني، أو يقدرني عليه، فكيف أقدر لكم؟ لأني إذا لم أقدر على ذلك، كنت عن إنزال العذاب، وعن معرفة وقته، أعجز، أو يكون معناه: إذا لم أملك لنفسي شيئا من ذلك، إلا ما ملكني إياه الله تعالى، فكيف أملك تقديم القيامة، وتعجيل العقوبة قبل الوقت المقدر له (لكل أمة أجل) أي: لكل أمة في عذابها على تكذيب الرسل، وقت معلوم (إذا جاء