الضياع بخلاف النوق فلا يخشى عليها الا مع الحمل ويحتمل أن يكون قوله أو للشك أي هل قال غنما بغير صفة أو خلفات أي بصفة انها حوامل كذا قال بعض الشراح والمعتمد انها للتنويع فقد وقع في رواية أبي يعلى عن محمد بن العلاء ولا رجل له غنم أو بقر أو خلفات (قوله وهو ينتظر ولادها) بكسر الواو وهو مصدر ولد ولادا وولادة (قوله فغزا) أي بمن تبعه ممن لم يتصف بتلك الصفة (قوله فدنا من القرية) هي أريحا بفتح الهمزة وكسر الراء بعدها تحتانية ساكنة ومهملة مع القصر سماها الحاكم في روايته عن كعب وفي رواية مسلم فأدنى للقرية أي قرب جيوشه لها (قوله فقال للشمس انك مأمورة) في رواية سعيد بن المسيب فلقي العدو عند غيبوبة الشمس وبين الحاكم في روايته عن كعب سبب ذلك فإنه قال إنه وصل إلى القرية وقت عصر يوم الجمعة فكادت الشمس أن تغرب ويدخل الليل وبهذا يتبين معنى قوله وأنا مأمور والفرق بين المأمورين ان أمر الجمادات أمر تسخير وأمر العقلاء أمر تكليف وخطابه للشمس يحتمل أن يكون على حقيقته وان الله تعالى خلق فيها تمييزا وادراكا كما سيأتي البحث فيه في الفتن في سجودها تحت العرش واستئذانها من أن تطلع ويحتمل أن يكون ذلك على سبيل استحضاره في النفس لما تقرر انه لا يمكن تحولها عن عادتها الا بخرق العادة وهو نحو قول الشاعر * شكى إلي جملي طول السرى * ومن ثم قال اللهم احبسها ويؤيد الاحتمال الثاني ان في رواية سعيد بن المسيب فقال اللهم انها مأمورة واني مأمور فاحبسها علي حتى تقضي بيني وبينهم فحبسها الله عليه (قوله اللهم احبسها علينا) في رواية أحمد اللهم احبسها علي شيئا وهو منصوب نصب المصدر أي قدر ما تنقضي حاجتنا من فتح البلد قال عياض اختلف في حبس الشمس هنا فقيل ردت على ادراجها وقيل وقفت وقيل بطئت حركتها وكل ذلك محتمل والثالث أرجح عند ابن بطال وغيره ووقع في ترجمة هارون بن يوسف الرمادي ان ذلك كان في رابع عشرى حزيران وحينئذ يكون النهار في غاية الطول (قوله فحبست حتى فتح الله عليه) في رواية أبي يعلى فواقع القوم فظفر (قوله فجمع الغنائم فجاءت يعني النار) في رواية عبد الرزاق عند أحمد ومسلم فجمعوا ما غنموا فأقبلت النار زاد في رواية سعيد بن المسيب وكانوا إذا غنموا غنيمة بعث الله عليها النار فتأكلها (قوله فلم تطعمها) أي لم تذق لها طعما وهو بطريق المبالغة (قوله فقال إن فيكم غلولا) هو السرقة من الغنيمة كما تقدم (قوله فليبايعني من كل قبيلة رجل فلزقت) فيه حذف يظهر من سياق الكلام أي فبايعوه فلزقت (قوله فلزقت يد رجلين أو ثلاثة) في رواية أبي يعلى فلزقت يد رجل أو رجلين وفي رواية سعيد ابن المسيب رجلان بالجزم قال ابن المنير جعل الله علامة الغلول الزاق يد الغال وفيه تنبيه على انها يد عليها حق يطلب أن يتخلص منه أو انها يد ينبغي ان يضرب عليها ويحبس صاحبها حتى يؤدي الحق إلى الامام وهو من جنس شهادة اليد على صاحبها يوم القيامة (قوله فيكم الغلول) زاد في رواية سعيد بن المسيب فقالا أجل غللنا (قوله فجاؤوا برأس مثل رأس بقرة من الذهب فوضعوها فجاءت النار فأكلتها ثم أحل الله لنا الغنائم) في رواية النسائي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك ان الله أطعمنا الغنائم رحمة رحمناها وتخفيفا خففه عنا (قوله رأى ضعفنا وعجزنا فأحلها لنا) في رواية سعيد بن المسيب لما رأى من ضعفنا وفيه اشعار بان اظهار العجز بين يدي الله تعالى يستوجب ثبوت الفضل وفيه اختصاص هذه الأمة بحل الغنيمة وكان ابتداء ذلك
(١٥٦)