(وأبرأ) أي من فعل المشركين (قوله ثم تقدم) أي نحو المشركين (فاستقبله سعد بن معاذ) زاد ثابت عن أنس منهزما كذا في مسند الطيالسي ووقع عند النسائي مكانها مهيم وهو تصحيف فيما أظن (قوله فقال يا سعد بن معاذ الجنة ورب النضر) كأنه يريد والده ويحتمل ان يريد ابنه فإنه كان له ابن يسمى النضر وكان إذ ذاك صغيرا ووقع في رواية عبد الوهاب فوالله وفي رواية عبد الله بن بكر عن حميد عند الحرث بن أبي أسامة عنه والذي نفسي بيده والظاهر أنه قال بعضها والبقية بالمعنى وقوله الجنة بالنصب على تقدير عامل نصب أي أريد الجنة أو نحوه ويجوز الرفع اي هي مطلوبي (قوله اني أجد ريحها) أي ريح الجنة (من دون أحد) وفي رواية ثابت واها لريح الجنة أجدها دون أحد قال ابن بطال وغيره يحتمل ان يكون على الحقيقة وانه وجد ريح الجنة حقيقة أو وجد ريحا طيبة ذكره طيبها بطيب ريح الجنة ويجوز ان يكون أراد انه استحضر الجنة التي أعدت للشهيد فتصور انها في ذلك الموضع الذي يقاتل فيه فيكون المعنى اني لأعلم ان الجنة تكتسب في هذا الموضع فاشتاق لها وقوله واها قاله اما تعجبا واما تشوقا إليها فكأنه لما ارتاح لها واشتاق إليها صارت له قوة من استنشقها حقيقة (قوله قال سعد فما استطعت يا رسول الله ما صنع أنس 3) قال ابن بطال يزيد ما استطعت ان أصف ما صنع أنس من كثرة ما أغنى وأبلى في المشركين (قلت) وقع عند يزيد بن هارون عن حميد فقلت أنا معك فلم أستطع ان أصنع ما صنع وظاهره انه نفى استطاعة اقدامه الذي صدر منه حتى وقع له ما وقع من الصبر على تلك الأهوال بحيث وجد في جسده ما يزيد على الثمانين من طعنة وضربة ورمية فاعترف سعد بأنه لم يستطع أن يقدم اقدامه ولا يصنع صنيعه وهذا أولى مما تأوله ابن بطال (قوله فوجدنا به) في رواية عبد الله بن بكر قال أنس فوجدناه بين القتلى وبه (قوله بضعا وثمانين) لم أر في شئ من الروايات بيان هذا البضع وقد تقدم أنه ما بين الثلاث والتسع وقوله ضربة بالسيف أو طعنة برمح أو رمية بسهم أو هنا للتقسيم ويحتمل أن تكون بمعنى الواو وتفصيل مقدار كل واحدة من المذكورات غير معين (قوله وقد مثل به) بضم الميم وكسر المثلثة وتخفيفها وقد تشدد وهو من المثلة بضم الميم وسكون المثلثة وهو قطع الأعضاء من أنف وأذن ونحوها (قوله فما عرفه أحد الا أخته في رواية ثابت فقالت عمتي الربيع بنت النضر أخته فما عرفت أخي الا ببنانه زاد النسائي من هذا الوجه وكان حسن البنان والبنان الإصبع وقيل طرف الإصبع ووقع في رواية محمد بن طلحة المذكورة بالشك ببنانه أو بشامة بالشين المعجمة والأولى أكثر (قوله قال أنس كنا نرى أو نظن) شك من الراوي وهما بمعنى واحد وفي رواية أحمد عن يزيد بن هارون عن حميد فكنا نقول وكذا لعبد الله بن بكر وفي رواية أحمد بن سنان عن يزيد وكانوا يقولون أخرجه بن أبي حاتم عنه وكأن التردد فيه من حميد ووقع في رواية ثابت وأنزلت هذه الآية بالجزم (قوله وقال إن أخته) كذا وقع هنا عند الجميع ولم يعين القائل وهو أنس بن مالك راوي الحديث والضمير في قوله أخته للنضر بن أنس ويحتمل أن يكون فاعل قال واحدا من الرواة دون أنس ولم أقف على تعيينه ولا استخرج الإسماعيلي هذا الحديث هنا وهي تسمى الربيع بالتشديد أي أخت أنس بن النضر وهي عمة أنس بن مالك وسيأتي شرح قصتها في كتاب القصاص وفي قصة أنس بن النضر من الفوائد جواز بذل النفس في الجهاد وفضل
(١٧)