بعض الذي نسألك عنه قال فقال والله لا أحدثكم حتى تخبروني من اي الأمصار أنتم قال فلما رأيناه حلف ولج قلنا فانا ناس من العراق قال فقال أف لكم كلكم يا أهل العراق انكم تكذبون وتكذبون وتسخرون قال فلما بلغ إلى السخري وجدنا من ذلك وجدا شديدا قال فقلنا معاذ الله ان نسخر من مثلك اما قولك الكذب فوالله لقد فشا في الناس الكذب وفينا واما التكذيب فوالله انا لنسمع الحديث لم نسمع به من أحد نثق به فإذا نكاد نكذب به واما قولك السخري فان أحد الا يسخر بمثلك من المسلمين فوالله انك اليوم لسيد المسلمين فيما نعلم نحن انك من المهاجرين الأولين ولقد بلغنا انك قرأت القرآن على محمد صلى الله عليه وآله وانه لم يكن في الأرض قرشي ابر بوالديه منك وانك كنت أحسن الناس عينا فأفسد عينيك البكاء ثم لقد قرأت الكتب كلها بعد رسول الله صلى الله عليه وآله فما أحد أفضل منك علما في أنفسنا وما نعلم بقي من العرب رجل كان يرغب عن فقهاء أهل مصره حتى يدخل إلى مصر آخر يبتغى العلم عند رجل من العرب غيرك فحدثنا غفر الله لك فقال ما انا بمحدثكم حتى تعطوني موثقا الا تكذبوني ولا تكذبون علي ولا تسخرون قال فقلنا خذ علينا ما شئت من مواثيق فقال عليكم عهد الله ومواثيقه أن لا تكذبوني ولا تكذبون علي ولا تسخرون لما أحدثكم قال فقلنا علينا ذاك قال فقال إن الله تعالى عليكم كفيل ووكيل فقلنا نعم فقال اللهم اشهد عليهم ثم قال عند ذاك اما ورب هذا المسجد والبلد الحرام واليوم الحرام والشهر الحرام ولقد استسمنت اليمين أليس هكذا قلنا نعم قد اجتهدت قال ليوشكن بنو قنطوراء بن كركري خنس الأنوف صغار الأعين كأن وجوههم المجان المطرقة في كتاب الله المنزل ان يسوقونكم من خراسان وسجستان سياقا عنيفا قوم يوفون اللمم وينتعلون الشعر ويحتجزون السيوف على أوساطهم حتى ينزلوا الإيلة ثم قال وكم الإيلة من البصرة قلنا أربع فراسخ قال
(٥٣٤)