في ذي القعدة سنة سبع وهو الشهر الذي صده فيه المشركون عن المسجد الحرام حتى إذا بلغ يا جج بعث جعفر ابن أبي طالب رضي الله عنه بين يديه إلى ميمونة بنت الحارث بن حزن العامرية فخطبها عليه فجعلت امرها إلى العباس بن عبد المطلب وكانت أختها أم الفضل تحته فزوجها العباس رسول الله صلى الله عليه وآله فأقام النبي صلى الله عليه وآله بسرف بعد ذلك بحين حتى قدمت ميمونة فبنى بها بسرف وقدر الله تعالى أن يكون موت ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها بعد ذلك بحين فتوفيت حيث بنى بها رسول الله صلى الله عليه وآله.
حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا أحمد بن الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني ابن أبي نجيح عن عطاء ومجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما ان رسول الله صلى الله عليه وآله تزوج ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها وأقام بمكة ثلاثا فاتاه حويطب بن عبد العزى في نفر من قريش في اليوم الثالث فقالوا له انه قد انقضى اجلك فاخرج عنا قال وما عليكم لو تركتموني فأعرست بين أظهركم فصنعت لكم طعاما فحضرتموه قالوا لا حاجة لنا في طعامك فاخرج عنا فخرج بميمونة بنت الحارث رضي الله عنها حتى أعرس بها بسرف. هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه. ومما يتعجب من قضاء الله وقدره ان رسول الله صلى الله عليه وآله بنى بميمونة بنت الحارث بسرف وردها إلى المدينة عند منصرفه من عمرة القضاء وبقيت عنده إلى أن خرج رسول الله صلى الله عليه وآله لفتح مكة وقد أخرجها معه إلى أن فتح الطائف وانصرف راجعا إلى المدينة فماتت ميمونة بسرف في الموضع الذي بنى بها رسول الله صلى الله عليه وآله عند تزويجها.
حدثنا بصحة ما ذكرته أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن إسحاق الصغاني ثنا وهب بن جريرة بن حازم ثنا أبي قال سمعت أبا فزارة يحدث عن يزيد بن الأصم عن ميمونة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وآله تزوجها حلالا وبنى بها حلالا بنى بها بسرف وماتت بسرف في الليلة التي بنى بها فيها وكانت خالتي فنزلت في قبرها انا وابن عباس فلما وضعناها في اللحد مال رأسها فأخذت ردائي فجمعه فوضعته عند رأسها فاخذه ابن عباس فرمى به ووضع عند رأسها كذانة (1) قال وكانت حلقت في الحج وكان رأسها مجمما وبين سرف ومكة اثنا عشر ميلا.
هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وقد نطق هذا الاسناد الصحيح بان رسول الله صلى الله عليه وآله