أخبرنا أحمد بن سلمان الفقيه ثنا هلال بن العلاء الرقي ثنا أبي ثنا عبيد الله بن عمرو عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال ونكح رسول الله صلى الله عليه وآله امرأة من كندة وهي الشقية التي سألت رسول الله صلى الله عليه وآله ان يردها إلى قومها وان يفارقها ففعل وردها مع رجل من الأنصار يقال له أبو أسيد الساعدي.
حدثنا بشرح هذه القصة أبو عبد الله الأنصاري ثنا الحسن بن الجهم ثنا الحسين بن الفرج ثنا محمد بن عمر ثنا محمد بن يعقوب بن عتبة عن عبد الواحد بن أبي عون الدوسي قال قدم النعمان بن أبي جون الكندي وكان ينزل وبنو أبيه نجدا مما يلي الشربة فقدم على رسول الله صلى الله عليه وآله مسلما فقال يا رسول الله الا أزوجك أجمل أيم في العرب كانت تحت ابن عمر لها فتوفى عنها فتأيمت وقد رغبت فيك وخطبت إليك فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وآله على اثنتي عشرة أوقية ونش فقال يا رسول الله لا تقصر بها في المهر فقال رسول الله صلى الله عليه وآله ما أصدقت أحدا من نسائي فوق هذا ولا أصدق أحدا من بناتي فوق هذا فقال النعمان بن أبي جون ففيك الأسى فقال فابعث يا رسول الله إلى أهلك من يحملهم إليك فانى خارج مع رسولك فمرسل أهلك معه فبعث رسول الله صلى الله عليه وآله أبا أسيد الساعدي فلما قدما عليها جلست في بيتها وأذنت له ان يدخل فقال أبو أسيد ان نساء رسول الله صلى الله عليه وآله لا يراهن الرجال قال أبو أسيد وذلك بعد أن نزل الحجاب فأرسلت إليه فيسر لي امرى قال حجاب بينك وبين من تكلمين من الرجال الا ذا محرم منك ففعلت فقال أبو أسيد فأقمت ثلاثة أيام ثم تحملت مع الظعينة على جمل في محفة فأقبلت بها حتى قدمت المدينة فأنزلتها في بنى ساعدة فدخل عليها نساء الحي فرحبن بها وسهلن وخرجن من عندها فذكرن جمالها وشاع ذلك بالمدينة وتحدثوا بقدومها قال أبو أسيد الساعدي ورجعت إلى النبي صلى الله عليه وآله وهو في بنى عمرو بن عوف فأخبرته ودخل عليها داخل من النساء لما بلغهن من جمالها وكانت من أجمل النساء فقالت انك من الملوك فان كنت تريدين ان تحظى عند رسول الله صلى الله عليه وآله فاستعيذي منه فإنك تحظين عنده ويرغب فيك.