حتى قطعته فقلت له خذ بأذنيه فارم به عليهم فقال والله ما ذلك في فأخذت برأسه فرميت به عليهم فتضعضعوا وهم يقولون قد علمنا أن محمدا لم يكن ليترك أهله خلوفا ليس معهن أحد قالت وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا اشتد على المشركين شد حسان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وهو معنا في الحصن فإذا رفع رجع وراءه كما يرجع رسول الله صلى الله عليه وآله وهو ثم فمر بنا سعد بن معاذ وقد اخذ صفرة وهو بعرس قبل ذلك بأيام وهو يرتجز.
مهلا قليلا يلحق الهيجا جمل * لا بأس بالموت إذا حل الاجل قالت عائشة رضي الله عنها فما رأيت رجلا أجمل منه في ذلك اليوم. هذا حديث كبير غريب بهذا الاسناد وقد روي باسناد صحيح.
حدثناه أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن هشام بن عروة عن أبيه عن صفية بنت عبد المطلب قال عروة وسمعتها تقول انا أول امرأة قتلت رجلا كنت في فارع حصن حسان بن ثابت وكان حسان معنا في النساء والصبيان حين خندق النبي صلى الله عليه وآله قالت صفية فمر بنا رجل من يهود فجعل يطيف بالحصن فقلت لحسان ان هذا اليهودي بالحصن كما ترى ولا آمنه ان يدل على عوراتنا وقد شغل عنا رسول الله صلى الله عليه وآله وأصحابه فقم إليه فاقتله فقال يغفر الله لك يا بنت عبد المطلب والله لقد عرفت ما انا بصاحب هذا قالت صفية فلما قال ذلك ولم أر عنده شيئا احتجزت واخذت عمودا من الحصن ثم نزلت من الحصن إليه فضربته بالعمود حتى قتلته ثم رجعت إلى الحصن فقلت يا حسان انزل فاستلبه فإنه لم يمنعني ان أسلبه الا انه رجل فقال مالي سلبه من حاجة. هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.