صاحبتها في كل جوهرة سرر وأزواج وتصاريف أو قال ووصائف قال فيدخل فإذا هو بحوراء عيناء عليها سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء حللها كبدها مرآته وكبده مرآتها إذا أعرض عنه اعراض عنها اعراضة ازدادت في عينه سبعين ضعفا عما كان قبل ذلك فيقول لقد ازددت في عيني سبعين ضعفا وتقول له مثل ذلك قال فيشرف ببصره على ملكه مسيرة مائة عام قال فقال عمر عند ذلك يا كعب الا تسمع إلى ما يحدثنا ابن أم عبد عن أدنى أهل الجنة ماله فكيف بأعلاهم قال يا أمير المؤمنين مالا عين رأت ولا اذن سمعت ان الله كان فوق العرش والماء فخلق لنفسه دارا بيده فزينها بما شاء وجعل فيها منا الثمرات والشراب (ثم أطبقها فلم يرها أحد من خلقه منذ يوم خلقها لا جبريل ولا غيره من الملائكة ثم قرأ كعب فلا تعلم نفس ما اخفى لهم من قرة أعين وخلق دون ذلك جنتين فزينهما بما شاء وجعل فيهما ما ذكر من الحرير والسندس والإستبرق وأراهما من شاء من خلقه من الملائكة فمن كان كتابه في عليين يرى في تلك الدار فإذا ركب الرجل من أهل عليين في ملكه لم ينزل خيمة من خيام الجنة الا دخلها من ضوء وجهه حتى أنهم يستنشقون ريحه ويقولون واها لهذه الريح الطيبة ويقولون لقد أشرف علينا اليوم رجل من أهل عليين فقال عمر ويحك يا كعب ان هذه القلوب قد استر سلت فاقبضها فقال كعب يا أمير المؤمنين ان لجهنم زفرة ما من ملك مقرب ولا نبي الا يخر لركبتيه حتى يقول إبراهيم خليل الله رب نفسي نفسي وحتى لو كان لك عمل سبعين نبيا إلى عملك لظننت أن لا تنجو منها. رواة هذا الحديث عن آخرهم ثقات غير أنهما لم يخرجا ابا خالد الدالاني في الصحيحين لما ذكر من انحرافه عن السنة في ذكر الصحابة فاما الأئمة المتقدمون فكلهم شهدوا لأبي خالد بالصدق والاتقان والحديث صحيح ولم يخرجاه وأبو خالد الدالاني ممن يجمع حديثه في أئمة أهل الكوفة.
(٥٩٢)