قبائل الأنصار شربوا حتى إذا أثملوا (1) عبث بعضهم ببعض فلما صحوا جعل الرجل يرى الأثر بوجهه وبرأسه ولحيته فيقول فعل بي هذا اخى فلان والله لو كان بي رؤوفا رحيما ما فعل هذا بي قال وكانوا اخوة ليس في قلوبهم ضغائن فوقعت في قلوبهم الضغائن فانزل الله عز وجل إنما الخمر والميسر إلى قوله فهل أنتم منتهون فقال ناس من المتكلفين هي رجس وهي في بطن فلان قتل يوم بدر وفلان قتل يوم أحد فانزل الله عز وجل ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا حتى بلغ والله يحب المحسنين.
حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا علي بن الحسن ثنا عبد الله بن الوليد ثنا سفيان (وحدثنا) أبو زكريا يحيى بن محمد العنبري ثنا أبو عبد الله البوشنجي ثنا أحمد بن حنبل ثنا وكيع ثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي رضي الله عنه قال دعانا رجل من الأنصار قبل أن تحرم الخمر فتقدم عبد الرحمن ابن عوف وصلى بهم المغرب فقرأ قل يا أيها الكافرون فالتبس عليه فيها فنزلت لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه. وقد اختلف فيه على عطاء بن السائب من ثلاثة أوجه هذا أولها وأصحها.
والوجه الثاني حدثناه أبو زكريا العنبري ثنا أبو عبد الله البوشنجي ثنا أحمد بن حنبل حدثنا عبد الرحمن ابن مهدي ثنا سفيان عن عطاء بن السائب عن ابن عبد الرحمن عن علي رضي الله عنه انه كان هو وعبد الرحمن ورجل آخر يشربون الخمر فصلى بهم عبد الرحمن بن عوف فقرأ قل يا أيها الكافرون فخلط فيها فنزلت لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى.
والوجه الثالث حدثناه أبو زكريا العنبري ثنا أبو عبد الله البوشنجي ثنا مسدد بن مسرهد أنبأ خالد بن عبد الله عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن ان عبد الرحمن صنع طعاما قال فدعانا سامن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله فيهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقرأ قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ونحن عابدون ما عبدتم فانزل الله عز وجل يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون. هذه الأسانيد كلها