جعفر (عليه السلام) يقول: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومعاوية يكتب بين يديه وأهوى بيده إلى خاصرته (1) بالسيف: من أدرك هذا يوما أميرا فليبقر خاصرته بالسيف، فرآه رجل ممن سمع ذلك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوما وهو يخطب بالشام، فاخترط سيفه، ثم مشى إليه، فحال الناس بينه وبينه، فقالوا: يا عبد الله ما لك؟ فقال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من أدرك هذا يوما أميرا فليبقر خاصرته بالسيف، قال: فقالوا:
أتدري من استعمله؟ قال: لا، قالوا: أمير المؤمنين عمر، فقال الرجل: سمعا وطاعة لأمير المؤمنين ".
ثم تكلم الصدوق رحمه الله تعالى في استكتاب النبي (صلى الله عليه وآله) (2) إياه وجعله نظير عبد الله بن سعد بن أبي سرح وقال في آخر كلامه: " ووجه الحكمة في استكتاب النبي (صلى الله عليه وآله) الوحي معاوية وعبد الله بن سعد وهما عدوان هو أن المشركين قالوا: إن محمدا يقول: هذا القرآن من تلقاء نفسه، ويأتي في كل حادثة بآية يزعم أنها أنزلت عليه، وسبيل من يضع الكلام في حوادث تحدث في الأوقات أن يغير الألفاظ إذا استعيد ذلك الكلام ولا يأتي به في ثاني الأمر، وبعد مرور الأوقات عليه إلا مغيرا عن حاله لفظا ومعنى أو لفظا دون معنى، فاستعان في كتابة ما ينزل عليه في الحوادث الواقعة بعدوين له في دينه عدلين عند أعدائه، ليعلم الكفار والمشركون أن كلامه في ثاني الأمر كلامه في الأول غير مغير ولا مزال عن جهته، فيكون أبلغ للحجة عليهم... " (وراجع البحار 92: 36).
ولنا كلام في هذا التوجيه سيأتي في ترجمة معاوية.