الإسلامية، وحياطة للإسلام تارة، ونسبوه إلى إرادة الله تعالى تارة أخرى، فكأنهم أشفقوا ولم يشفق رسول الله (صلى الله عليه وآله) عمدا أو خطأ والعياذ بالله، وكأن رسول الله خالف إرادة الله تعالى ووافقتها قريش.
ونعم ما قال ابن أبي الحديد بعد نقل الحديث: " فهل تعي للنبوة مزية أو فضل إذا كان الاختلاف قد وقع بين القولين، وميل المسلمون بينهما، فرجح قوم هذا وقوم هذا، أفليس ذلك دالا على أنهم سووا بينه وبين عمر، وجعلوا القولين مسألة خلاف، ذهب كل فريق منهم إلى نصرة واحد منهما، كما يختلف من عرض المسلمين في بعض الأحكام فينصر هذا قوم وينصر ذلك آخرون، فمن بلغت قوته وهمته إلى هذا كيف ينكر أن يبايع أبا بكر لمصلحة يراها ويعدل عن النص " (1).
وقال أيضا في مخالفة الصحابة لأوامر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ونواهيه... حتى أفضى الأمر إلى أن قال لهم في مرض موته: " ائتوني بدواة وكتف أكتب لكم ما لا تضلوا بعده " فعصوه ولم يأتوا بذلك، وليتهم اقتصروا على عصيانه ولم يقولوا له ما قالوا وهو يسمع (2).
وقال بعض المستبصرين: " إن هذه المقولة جاءت ردا مطابقا لمقصوده (يعني حديث الثقلين) فمقولة: عندكم القرآن حسبنا كتاب الله مخالفة لمحتوى الحديث الذي يأمرهم بالتمسك بكتاب الله والعترة معا، فكان المقصود هو حسبنا كتاب الله فهو يكفينا، ولا حاجة لنا بالعترة، وليس هناك تفسير معقول غير هذا بالنسبة لهذه الحادثة، اللهم إلا إذا كان المراد هو القول بإطاعة الله دون إطاعة رسوله، وهذا أيضا