والذي حصل لهم بعد هذا المقال هو إيجاد هذه الفكرة في المجتمع الاسلامي لكي يحتلبوا منه لأغراضهم بعد ممات رسول الله (صلى الله عليه وآله) في إنكار ولاية علي وأهل بيته (عليهم السلام) وإيجاد الوساوس في صدور الناس.
وأول ما أثمر هو إيجاد هذه الفكرة عند بعض الصحابة حتى أمسكوا عن الكتابة واستأذنوا رسول الله (صلى الله عليه وآله) واستفهموه.
ولعمري أن هذا القول في الحقيقة نفي للنبوة، لا يبقى بعده أي اعتبار واطمئنان ووثوق، وأن هذا القول منهم والرسول (صلى الله عليه وآله) حي يسمع ما يقولون ويعرف تخطيطهم ويعلم ما عزموا عليه وأرادوه من المصائب الجليلة على الرسول (صلى الله عليه وآله) وعلى الأمة الاسلامية، يرى أن الذين حاربوا الله ورسوله مدة بكل حول وطول عندهم إذا عجزوا عن المحاربة والقتال واستسلموا شرعوا في المحاربة العميقة الحاسمة تحت ستار الإسلام يقرون ظاهرا وينكرون النبوة بلسان النفاق ويحتالون في التغلب على الولاية والحكومة على الإسلام والمسلمين.
ومنها: أنهم بعد هذه الفكرة اختلقوا حديثا - في حياة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أو بعد مماته لتحكيم مقاصدهم - ونسبوه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهو أنه (صلى الله عليه وآله) قال: " اللهم إني اتخذ عندك عهدا لا تخلفنيه، فإنما أنا بشر، فأي المؤمنين آذيته أو سببته أو قال:
لعنته أو جلدته فاجعلها له زكاة وصلاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة " أو " اللهم إنما أنا بشر أغضب كما يغضب البشر وأرضى كما يرضى البشر فمن لعنته من أحد من أمتي فاجعلها له زكاة ورحمة " إلى غير ذلك من الألفاظ (1).