القيامة - وفي رواية طهورا وأجرا - وأنه قال: أنتم أعلم بأمر دنياكم " أو قال: " وإذا أمرتكم بشئ من رأيي فإنما أنا بشر " وأنه قال: لك عندما نهاهم عن تأبير النخل وفسد تمرهم، أو أنه " رفع زوجته عائشة لتنظر إلى رقص الحبشة بمسجده " أو أنه " أقيم مجلس الغناء في داره ".
أقول: ما ذكره هذا المتتبع المفضال المحقق حق، وقد حقق ذلك العالم المحقق العلامة السيد جعفر مرتضى في كتابه القيم " الصحيح من السيرة 1 " ولكن ليس ذلك من تدبير معاوية فحسب، بل هو خطة قريش فيما عزم وصمم على حرب رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حياته وبعد مماته حاربوه في ميادين القتال، ثم لما أيسوا من الغلبة وعجزوا عن القتال والمحاربة واستسلموا أخذوا في محاربة عميقة حاسمة خفية تحت ستار الإسلام: منها استخفافهم ببني هاشم كما مر، واستخفافهم وحطهم من مقام النبوة السامي كقولهم: " إنه بشر يغضب " (1) و " غصبوا نحلته " (2) و " إرثه " (3) وكان عمر يذكر رسول الله كثيرا باسمه الشريف " محمد " من دون أي تجليل وتكريم، وذلك واضح لا يحتاج إلى تطويل الكلام (4) وقال في جواب من قال: إن أمتك يعيبون عليك ثلاثا ثم ذكر تحريم المتعتين " أنا زميل محمد، فوالله إني لأرتع فأشبع وأسقى فأروى وأنهز اللفوت، وأزجر العروض، وأذب القدري وأسوق