فأخفى صلى الله عليه وآله وسلم اسمها في نفسه ولم يبده له لكيلا يقول أحد من المنافقين أنه قال في امرأة في بيت رجل أنها أحد أزواجه من أمهات المؤمنين، وخشي قول المنافقين قال الله عز وجل: والله أحق أن تخشاه في نفسك وأن الله عز وجل ما تولى تزويج أحد من خلقه إلا تزويج حواء من آدم وزينب من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وفاطمة من علي عليه السلام.
قال: فبكى علي بن الجهم وقال: يا بن رسول الله أنا تائب إلى الله عز وجل أن أنطق في أنبياء الله بعد يومي هذا إلا بما ذكرته (1).
5 - عنه رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هاشم المكتب، وعلي بن عبد الله الوراق رضي الله عنهم، قالوا حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى صاحب السابري، قال: سألني أبو قرة صاحب الجاثليق أن أوصله إلى الرضا عليه السلام فاستأذنته في ذلك.
فقال عليه السلام: أدخله علي فلما دخل عليه قبل بساطه وقال: هكذا علينا في ديننا أن نفعل باشراف أهل زماننا، ثم قال: أصلحك الله ما تقول في فرقة ادعت دعوى فشهدت لهم فرقة أخرى معدلون؟ قال: الدعوى لهم، قال: فادعت فرقة أخرى دعوى، فلم يجدوا شهودا من غيرهم قال لا شئ لهم.
قال: فانا نحن ادعينا أن عيسى روح الله وكلمته ألقاها، فوافقنا على ذلك المسلمون، وادعى المسلمون أن محمدا نبي، فلم نتابعهم عليه وما أجمعنا عليه خير مما افترقنا فيه.
فقال له الرضا عليه السلام: ما اسمك قال: يوحنا، قال يا يوحنا إنا آمنا بعيسى بن مريم عليه السلام روح الله وكلمته الذي كان يؤمن بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، ويبشر به، ويقر على نفسه أنه عبد مربوب.
فإن كان عيسى الذي هو عندك روح الله وكلمته ليس هو الذي آمن بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وبشر به، ولا هو الذي أقر لله عز وجل بالعبودية