أمانته وصحبته، وزكيته بما ظهر لي خلاف تزكيته وقد كنت أوصيت إليه بأولادي ليكون أميالهم في اتباع مرادي، وقد خانني في نفس ما أوصيت إليه ووثقت به منه و دخل تحت لفظ الخائن الذي منعت رسولك من المجادلة عنه.
اللهم فلا تجادلني عن الانتصاف منه، اللهم وقد بغى على في حال سكوني إليه فأسألك إنجاز الوعد لمن بغى عليه، وقد مكر بي فيما لو كنت حاضرا ما أقدم عليه، وجعلك دوني في المراقبة فيما بلغ حاله إليه وإن كنت تعلم يا إلهي أنه كان قد حلف أنه معي على الصفاء والوفاء ونكث الايمان التي شهدت بها عليه.
اللهم وإن كنت تعلم ما بأيدينا من الحجة عليه وأننا أخرنا ذلك بحسب ما هديتنا إليه ولو أمرتنا بهذه الوصلة وارتضيتها لنا أننا كنا ندعو فيها إليك وترغب أهلها في الاقبال عليك، وتحثهم على الصلوات والعبادات والصدقات، ونفع أهل الضرورات، ومصلحة الاحياء منهم والأموات، وأن فلانا قد اجتمع معهم في ظاهر العادات على خلاف هذه الإرادات وأنه وإياهم متفقون على مجرد اللذات واتباع الشهوات ومنع الزكوات، وإهمال قضاء الديون الواجبات عن الأموات ويضيعون أعمارهم وما يقدرون عليه في الندامات فنحن داعون عليهم لما قد فوضنا فيه إليك لتقدم منه ما تشاء وتؤخر ما تشاء وتوكلنا عليك.
فانصر اللهم أقرب الفريقين إليك، واجعل من عقوبة المجترئين عليك، المهونين في المنافسة فيما يزلف لديك تخليصهم من هذه التبعات بتعجيل الممات، والآفات، و تعثيرهم من سائر الحركات والسكنات وقطعهم عن استحقاق العقوبات، وعن الاستخفاف بما يحب لك ولرسولك من الحرمات، تقتلهم بسيف نحوسهم وذهاب نفوسهم، وتفريق ما اجتمعوا عليه من مخالفتك، ومفارقة إرادتك ومراقبتك، وحل بينهم وبين إتلاف نعمتك في معصيتك واسلبها منهم وارفع حلمك عنهم واجعلهم عظة تردع غيرهم عن اتباع آثارهم وخلصهم عن آصارهم واصرارهم وصن مقدس حضرتك في شريف بيوتك من جرأتهم عليك واجعل ذلك رحمة لهم، وتخفيفا من عقوباتهم عند قدومهم عليك.