مكرها مبجلا معظما. قال محمد بن الفضل فشهد له الجماعة بالإمامة عندنا تلك الليلة فلما أصبح ودع الجماعة وأوصاني بما أراد، ومضى وتبعته أشيعه، حتى إذا صرفاني وسط القرية عدل عن الطريق وصلى أربع ركعات.
ثم قال يا محمد انصرف في حفظ الله غمض طرفك فغمضته، ثم قال افتح عينيك ففتحتهما فإذا أنا على باب منزلي بالبصرة ولم أر الرضا عليه السلام قال وحملت السندي و عياله إلى المدينة وقت الموسم (1).
7 - عنه رحمه الله - قال: ومنها: ما روى في دخول الرضا عليه السلام إلى الكوفة قال محمد بن الفضل كان مما أوصاني عليه في وقت منصرفه من البصرة أن قال لي صر إلى الكوفة فاجمع الشيعة هناك وأعلمهم أنى قادم عليهم وأمرني أن أترك في دار حفص بن عمير اليشكري.
فصرت إلى الكوفة فأعلمت الشيعة أن الرضا عليه السلام قادم عليهم وأنا يوما عند نصر بن مزاحم إذ مر بي سلام خادم الرضا عليه السلام فقلت: إنه قد قدم فبادرت إلى دار حفص بن عمير فإذا هو بالدار فسلمت عليه قال: احتشد من طعام تصلحه للشيعة فقلت قد احتشدت وفرغت مما يحتاج إليه.
فقال: الحمد لله على توفيقك فجمعنا الشيعة فلما أكلوا قال: يا محمد انظر من بالكوفة من المتكلمين والعلماء فأحضرهم، فأحضرناهم فقال لهم الرضا عليه السلام: انى أريد أن أجعل لكم حظا من نفسي كما جعلت لأهل البصرة وأن الله قد أعلمني بكل كتاب أنزله.
ثم أقبل على علماء النصارى واليهود فعل كفعله في البصرة فاعترفوا له بذلك بأجمعهم وكان من علماء النصارى رجل... (1) يعرف بالعلم والجدل ويعرف الإنجيل فقال له:
يا جاثليق هل تعرف لعيسى صحيفة فيها خمسة أسماء يعلقها في عنقه إذا كان بالمغرب